لم يغفل صناع السينما، تسليط الأضواء على تفاقم ظاهرة الانتحار، وانتشارها بين الكثيرين حول العالم، بتفاوت الدوافع والأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى تدوين المشهد الختامي على فصول حياته، فبرز من بين ما قدمته "هوليوود" عبر مئات المواد السينمائية، إفلامًا صار يضرب بها المثل لاحقًا، حول تعزيز الطاقة الإيجابية لدى الإنسان، وحثه على مناوءة قرار الانتحار أيًا كانت ظروفه وأحواله النفسية والمعيشية.
البداية مع فيلم "The Beaver" الذي أنتج عام 2011 حيث تبدأ أحداثه حول الرجل الذي فقد الحماس لأي شيء في حياته، لينعكس الاكتئاب على جميع تصرفاته، فأهمل عائلته وعمله وأصدقائه، حتى أصبح وحيدًا ومتبلدًا، وأمام كل ذلك، باءت محاولات الطبيب النفسي في مساعدته بالفشل، فيترك المنزل، ثم يعود إلى الفندق الذي يقيم به، مقررًا الانتحار، قبل أن يتم إنقاذه عن طريق دمية "بيفر" التي تقلب حياته رأسًا على عقب.
ويأتي فيلم "It’s A Wonderful Life" الذي أنتج عام 1946 هو الآخر، مُناقشًا خطورة إهمال الإنسان سعادته وحياته مقابل إسعاد الآخرين، مما ينتهي به إلى الإصابة بالاكتئاب، بعد اكتشافه أنه أسعد الجميع وفشل في إسعاد نفسه، وهو يروي شخصية رجل تخلى عن أحلامه من أجل خدمة الآخرين، فيحاول الانتحار ليلة عيد الميلاد، قبل أن ينقذه حارسه الشخصي.
وننتقل إلي فيلم "About Alex" الذي أنتج عام 2014 وتدور احداثه حول شاب يقرر وضع حدًا لحياته، ولكن يتم إنقاذه فيحضر أصدقائه القدامى الذين تفرقت بهم السبل بعد التخرج، ويقيمون معه في المنزل لعدة أيام، ويحتار الأصدقاء في سبب اكتئاب صديقهم لدرجة محاولته الانتحار، ويتعاملون معه كما لو أن شيئاً لم يحدث، وأثناء ذلك يعملون على مساعدته من الخروج من تلك الحالة.
وتشمل القائمة، فيلم "Ordinary People" الذي أنتج عام 1980 ويحكي قصة أسرة تواجه انتحار الابن، وتتصاعد الأحداث مع عودته من محاولة انتحار فاشلة، بعدما فقد القدرة على التواصل مع أفراد أسرته، في أعقاب مقتل شقيقه الأكبر.
ونختتم مع فيلم "UP" الذي أنتج عام 2009 ويلقي الضوء على حياة العجوز الذي سأم من كل شيء حوله، ولا يقدر على مغادرة منزله لتقدمه بالعمر، حيث يقرر في فكرة خيالية للغاية أن يأخذ منزله معه في رحلته إلى أمريكا الجنوبية ليبتكر طريقة رائعة وجديدة للسفر، بربط الآلاف من البلالين المليئة بـ"الهليوم" لتقوم برفع منزله إلى الفضاء، ليكتشف بعد إقلاعه أنه ليس وحيدًا.