ظهرت جامعة القاهرة، اليوم السبت، في أبهى صورها منذ إنشائها، تزامنًا مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الوزراء والذين منهم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ووزير الإسكان والمنشآت العمرانية، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ووزير الرياضة، بالإضافة للدكتور عادل عبد العال، رئيس مجلي النواب، وعدد من النواب بالإضافة إلى لفيف من الشخصيات العامة، والشباب، حيث أن عدد الحضور يتخطى 3000 فرد، وذلك في لقاء مجتمعي يتم فيه عرض استراتيجية بناء الإنسان، واستراتيجية تطوير التعليم.
وركز الرئيس السيسي في الفترة الرئاسية الثانية له على تطوير الإنسان المصري، من خلال تطوير منظومة التعليم والصحة، من خلال القيام بالعديد من المشروعات القومية الضخمة.
بمطالعة آراء عدد من الخبراء النفسيين والاجتماعيين، فقد أوضحوا السبب بشأن هذا الاهتمام، وكيفيته والنتائج التي من المنتظر أن تتحقق عند حدوث هذا التطوير .
وقالت الدكتورة حنان أبو سكين، خبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن عملية الاهتمام ببناء الإنسان المصري شيء هام للغاية، والتي اهتم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في فترة رئاسته الثانية، فذكرها في أول خطاب له بعد توليه للفترة الرئاسية الثانية، بعدما أبدى الرئيس في الفترة الأولى تثبيت دعائم الدولة، فخرجت البلاد من مرحلة انتقالية، ويتم استكمال بناء المؤسسات، منوهة إلى أن عملية بناء الإنسان المصري هى عملية شاقة وصعبة، ولكن الرئيس اهتم بها لوجود تطور كبير في جميع المجالات، وإذا لم نتواكب هذا التطور سنتراجع كثيرًا.
وأضافت في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هذا البناء سيكون من خلال التركيز على ملفي التعليم والصحة، حيث أن الأخيرة بها العديد من المشكلات،منوهة إلى أنه على الرغم من وجود مشروعات كبيرة مثل الكشف عن مرضى فيروس سي، إلا أنه لازالت الخدمة الصحية في المستشفيات تحتاج إلى تطوير، فلا يوجد أسرة كافية للمرضى بالمستشفيات، فمنظومة الصحة متشابكة وهامة للغاية.
وتابعت أنه بالنسبة للتعليم، فإن الاهتمام به هو تنفيذ لاستراتيجية 2030، فهى تهدف إلى وجود تعليم متطور ويواكب العالم، وغير قائم على الحفظ، ويعمل على تنمية مهارات الطالب وذكائه وقادر على المنافسة على الوظائف، في مصر، ولذلك يجب أن يتم الاهتمام بشدة بملفي التعليم والصحة بشكل كبير، وهذه الأهداف يجب حتى تتحقق، أن يتم توفير ميزانية كافية ومصادر للتمويل، وترتيب الأولويات، منوهة إلى أنه يجب أن يتم تطبيق الدراسات التي تم مناقشتها في المركز البحثية الكبيرة في تفعيلها في مصر.
وأضافت أنه مع تطوير منظومتي التعليم، والصحة، يجب الارتقاء بالأخلاق والقيم، فهذا هو ما يفتقده المجتمع المصري، لأنها أساس التربية الصحيحة، والحاجز الذي يمنعه من الوقوع في التطرف، ولذلك يجب أن نعيد للانسان الملامح المصرية الأصيلة، مؤكدة أن هذا له نتائج إيجابية على المجتمع بأكلمه، ولذلك يجب أن يكون هناك تكامل بين مؤسسات الدولة في جميع المجالات حتى لا يتم هدم ما تم بنائه، مشيرة إلى أهمية دور مؤسسات الإعلام وتجديد الخطاب الديني في هذا المجال.
من ناحيته، أكد الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى أن بناء الإنسان المصري أهم من بناء المنشآت، والتي يتم تاحقيقها بنجاح من خلال بناء شخصيته، والتي يتم بنائها من خلال الخبرات الحياتيه التي يكتسبها الإنسان من تعرضه للعديد من المواقف المختلفة.
وأضاف استشاري الطب النفسي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه يجب الاهتمام ببناء الإنسان منذ الصغر، والعمل على تقويم الأطفال وتغيير عقليتهم، ومفاهيمهم من خلال التركيز على الاعلام المرئي، مشيرًا إلى أنه من المهم أن يتم عرض الرموز الجيدة في وسائل الإعرم المختلفة، مع التركيز على الأخلاق الطيبة والحسنة للنهوض بأخلاق وقيم المجتمع بأكمله.
واختتم مشددًا على أهمية نتائج هذه العملية على المجتمع بأكلمه، حيث أنه سينتج عنها مجتمع علاقته جيدة ببعضه البعض، من خلال إعادة الأخلاقيات الأصلية للإنسان المصري والمجتمع بأكمله والتي اتسم بها في القرن الماضي.