ما بين الشياطين السبعة ونمر الجاكوار.. أساطير خرافية ارتبطت بخسوف القمر في الحضارات القديمة

الجمعة 27 يوليو 2018 | 11:36 مساءً
كتب : مصطفى محمود

 خسوف القمر، ظاهرة تحدث عندما يكون فيها القمر خلف الأرض مباشرةً، وهذا يحدث فقط عندما يكون كلّ من الشمس، والأرض، والقمر على خط واحد ويُعرف بنقطة الاقتران، ويحدث فقط في ليلة اكتمال القمر.

 

والقمر المخسوف المصبوغ بالأحمر، أو كما يُطلَق عليه القمرالدامي كان مادة خصبة لخلق الأساطير بالطبع عند الحضارات القديمة، وربطت الكثير من الحضارات، والثقافات علاقات كثيرة بأساطير متعلقة بالخسوف القمريّ باعتمار فأل جيد أو سيّء، ومن هذه الحضارات:

 

الشياطين السبعة

ففي بلاد ما بين النهرين كان الاعتقاد السائد في هذه الحضارة القديمة بأنّه عندما يحدث الخسوف فهذا يعني بأنّه يتعرض لهجوم من قبل سبعة شياطين، وربطه ايضاً بأن ما يحدث في السماء يحدث على هذه الأرض، وأن ملك هذه البلاد يمثل الأرض، وأن الشياطين على استعداد للهجوم على الملك والأرض.

 

نمر الجاكوار

كانت شعوب الإنكا لا ترى خسوف القمر على أنه شيء جيد، ومن بين القصص والأساطير هي قصة نمر الجاكوار الذي هاجم القمر وأكله، حيث كان الاعتقاد أن النمر كان يهاجم القمر محاولاً التهامه.

 

وكان الجميع يخشى أن يأتي هذا النمر إلى الأرض ويحطمها ويأكل جميع الناس بعد الانتهاء من مهاجمة القمر، ولمنع ذلك وأبعاد هذا الحيوان من الاقتراب كانوا يصدروا الكثير من الضوضاء بواسطة هز الرماح وقرع الطبول، وضرب بعض الكلاب لجعلها تعوي وتنبح.

 

زوجات القمر

الأسطورة التي ترويها لنا قبيلة الهبا وهي قبيلة من الأمريكيين الأصلين من شمال كاليفورنيا أكثر مرحاً، حيث تعتقد القبيلة أن القمر لديه 20 زوجة والكثير من الحيوانات معظم تلك الحيوانات كانت أسود جبلية و دببة وثعابين.

 

وعندما لا يجلب القمر لهم ما يكفي من الغذاء ليتناولوه، تهجم عليه تلك الحيوانات وتجعله ينزف، وينتهي الخسوف عندما تأتي زوجات القمر لحمايته، وتقوم بجمع دمه وإعادة الصحة له.

 

أما قبيلة Luiseño في جنوب كاليفورنيا، الخسوف كان إشارة على أن القمر مريض، وكان أفراد القبيلة يلقون بعض الأناشيد أو الصلوات لإعادة القمر إلى صحته.

 

دق الأجراس

 يقوم الصينين عند الخسوف بدق الأجراس؛ وذلك لمنع التنين، والحيوانات البرية من عضّ القمر، وخلال القرن التاسع عشر، وأثناء الخسوف قامت بإطلاق القوات البحريّة الصينيّة والمدفعيّة بسبب هذا الاعتقاد، وتمّ ذكر بعض الاعتقادات في كتاب الأغاني لأسرة تشو بأنّه إنذار لحدوث المجاعة، والمرض.

 

ويعتمد نوع وطول الخسوف على قرب وبعد القمر عن المدار، ويستمرّ لبضع ساعات، وهذه الظاهرة آمنة للنظر؛ لأنّ القمر يكون باهتاً، ويحدث في السنة الواحدة مرّتين على الأقلّ، وقد يصل إلى خمس مرّات، ، وسببه الحقيقي هو انكسار ضوء الشمس وتبعثره عند مروره بالغلاف الجوي للأرض.

 

 واستطاع كريستوفر كولومبس عند وصوله إلى الساحل الشماليّ لجامايكا من استخدام الفهم العلميّ الأوروبيّ لخسوف القمر الذي حدث في شهر مارس من عام 1504 ميلاديّة.

اقرأ أيضا