أصغر شهيد.. رصاص الغدر يغتال «رجل البيت»

الاربعاء 25 يوليو 2018 | 04:53 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

ياللي انت واقف ع الحدود.. الزمن غير الزمن.. بتدي ضهرك لليهود.. الضربة جتلك من الوطن.. يا شهيـداً أنـت حـيٌّ ما مضى دهرٌ وكانـا ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى ما حيينـا فـي دِمانـا.. أنـت بـدرٌ سـاطـعٌ لن يغيب أبدًا عن سمانا.

 

«إمّا الموت أو الشهادة» كان شعارهم الأمثل، حملوه في قلوبهم منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدمهم أرض الفيروز، لم ينل الخوف من قلوبهم ولا الضعف من عزيمتهم، صمدوا ونالوا الشهادة دون خوف، شهداءً سطروا أسمائهم من نور في تاريخ الوطن، نالوا من الشرف ما لم يناله الكثيرين غيرهم، بطولات شهد عليها القاصي والداني، أمس واليوم وغدًا، سينضم لقائمة الشهداء أسماءً جديدة ستلحق بالركبان الراحل إلى الجنة بصُحبة رفقائهم المحبين.

لقبّه الأهل والأصحاب بـ«الجدع» كان دائم الابتسامة ، في أي مكان يتواجد به كانت البهجة تحيطه، أحبّ الحياة كثيرًا لكنّه أيضًا لم يخاف الموت، 19 عامًا كان عمر الصغير، لم يعتقد أنّه سيمكث على تلك الأرض مدة قليلة ليرحل لعالم مختلفًا، لم يعلم أنّه سيموت غدرًا أثناء حراسته لتراب وطنه، واقفًا صامدًا أمام المتربصين من أعداء هذه الأرض، 19 عامًا لم يكن سوى عمر شاب ما زال يبحث عن الحياة، لكنّ القدر شاء أن يلحق برفاقه العرسان إلى الجنة.

«مصطفى أحمد عامر»، شاب في العقد الأول من عمره، أحد أبناء قرية الشرقي بهجورة، التابعة لمركز نجع حمادي، حصل على مؤهل تعليمي متوسط، ليُقرر بعد انتهائه من دراسته الالتحاق بالجيش، حتى شاء القدر أن يتم إرساله لحماية حدود البلاد، إلى أرض الفيروز سيناء، ولم يمكث بها سوى 5 أشهر فقط، حتى عاد إلى قريتهم محمولًا على أكتاف زملائه ملفوفًا بعلم بلاده.

أب تجاوز حاجز الستين من عمره، يُحاول الصمود وأم مكلومة وأشقاء لا يستطيعون التصديق، ورفقاء فقدوا صديق كفاحهم، الجميع في صدمة غطى السواد جميع منازل القرية الصغيرة، استقبلوا جثمان ابنهم بالزغاريد مودعينه بالورود، فقد استشهد اليوم، برصاص غدر على يد خائني الوطن، أثناء حراسته ليلًا، في إحدى المواقع بمدينة العريش، الشاب الصغير كان أخّا لأربع أشقاء، 3 فتيات وولد، كان الرابع ضمن أشقائه لكنّه كان العائل لهم خاصة وأنّه كان الولد الأكبر.

 

تحمّل الشهيد المسؤولية منذ صغره خاصة وأنّ والده خرج على المعاش منذ سنوات، فأصبح هو عائلهم الوحيد، لكن اليوم فقدت تلك الأسرة السند لكنّها اكتسبت الشرف والبطولة طول العمر، فسلامًا على من مات دفاعًا عن وطنه، وسلامًا على من صبروا واحتسبوا شهيدهم.

 

 

 

اقرأ أيضا