اكتشف العلماء مؤخرًا أكبر تابوت أثري نادر يبلغ ارتفاعه حوالي 185 سم وطوله أكبر بقليل من المترين في حين أن عرضه يبلغ 165 سم.
وقد عثر عليه بالمصادفة أثناء عملية حفر روتينية لموقع بناء جديد في أحد مواقع البناء بمنطقة سيدي جابر في مدينة الإسكندرية على عمق خمسة أمتار تحت الأرض، فقد تساءل البعض من العلماء على ما إذا كان هذا الضريح الأسطوري الذي قد يحتوي على جسد الأسكندر الأكبر المفقود منذ زمن طويل أم لا.
وكان لنا هذا الحوار مع الباحث في علم المصريات والمؤرخ بسام الشماع، الذي كشف أن هذا التابوت ليس للإسكندر الأكبر، وأنه لرجل أوإمرأة من الأثرياء، مؤكدا أنه ليس هناك ما يطلق عليه بلعنة الفراعنة، من الأساس، وأن الإسكندرية ليست مدينة الشعوذة، بل هي التي صدرت العلم إلى العالم.
بدايةً ما رأيك في اكتشاف تابوت الإسكندرية، وهل تتوقع أن يحمل أي دلالات للإسكندر الأكبر؟
التابوت تم اكتشافه منذ عدة أيام، وليس بالأمس أو أول أمس، كما أنه لا يحمل صفات التابوت الملكي أو تابوت حاكم، لأن الغطاء الذي من الأعلى من المفترض أن توجد عليه أي نقوش للغة الهيلوغريفية أو الخرطوش الملكي للحاكم، أو بعض النصوص الدينية، ولكن من خلال الصور التي يتم عرضها، فليس هناك آثار لأ صور هيلوغريفية.
فالبيئة التي فيها التابوت، ليست ثرية، فلو كانت تلك المقبرة للإسكندر الأكبر لكانت مقبرته فخمة، ولكن وفقا لما هو ظاهر الآن، فليس هناك جدايات أو نقوش لأرباب أسطورية إيزيس أو أوزوريس أو حورس، فهذه المناظر لا توجد، أو حتى الجدران، والمقبرة ليس لها شكل، أو سراديب متفرعة، أو أي دلالات منتظرة لمقبرة كبيرة حاكم العالم وليس مصر فقط، فهذا الرجل كان يحكم دولة حدودها من البرتغال غربا انتهاءً بالصين شرقا.
هل تتوقع أن يكون الإسكندر مدفونا في الإسكندرية؟
أنا أؤكد أن الإسكندر مدفون في الإسكندرية في منطقة يطلق عليها «سيما أو سوما»، مشيرا إلى أن هناك آراء لمؤرخين تفيد بأن الإسكندر تم رؤيته في الإسكندرية وهو في مقبرته، كما أن هناك مؤرخ يطلق عليه سترابون، أكد أن الإسكندر مدفون في الإسكندرية، وكذلك المؤرخ لوكانوس أشار إلى أن يوليوس قيصر أجرى زيارة سريعة للقبر المنحوت في الصخر، والذي يحتوي على جسد الإسكندر المقدوني، فهناك أدلة تثبت ذلك».
إذن فماذا تتوقع أن يكون الشخص المدفون داخل التابوت؟
هذا التابوت من الممكن أن يكون لرجل ثري أو إمرأة ثرية، ومن الممكن أن يكون تم استخدامه مرة أخرى، ومن الممكن ألا يوجد به شئ من الداخل، أو أن يكون به واحدا من البلاط الملكي، أو إمرآة تعمل كاهنة أو كاهن او وزير».
ما ردك على الإدعاءات الخارجية، بأن لعنة الفراعنة ستصيب العالم، إذا تم فتح المقبرة؟
ليس هناك شئ يطلق عليه لعنة الفراعنة، لأن الأقدار بيد الله سبحانه وتعالى، كما أنه من السذاجة التصديق بأن انفصال الحجرين سوف يؤدي إلى لعنة، فهذا عمل غربي هوليودي بأفكار غريبة، فلو كان هناك لعنة لتم لعن دوجلاس بيري، فهذا الرجل قطع مؤمياء توت عنخ آمون، وقد استعان بسكاكين ساخنة لتقطيع المؤمياء إلى 15 قطعة من أجل استخلاص الذهب من الجثمان، وذلك بناءً على تعليمات من هاور كارتر، فلو كانت هناك لعنة فراعنة، لكان هو أول المصابين بتلك اللعنة، كما أن الحديث بأن مدينة الإسكندرية يخرج منها هذه الشعوذة، فمدينة الإسكندرية هي مدينة العلم، فهي المدينة التي صدرت العلم للعالم، وهي مدينة مكتبة الإسكندرية، ففيها 700 ألف لفافة، وكل لفافة بها ما بين 7 أو 8 مجلدات، فكيف تتحول الإسكندرية إلى شعوذة؟، بالإضافة إلى منارة الإسكندرية هي واحدة من عجائب الدنيا السبع، فالإسكندرية هي بلد الحضارات، وبلد الطب والفلك والهندسة والحساب.
وما هو دور وزارة الآثار في الرد على مثل هذه الإدعاءات؟
كان يجب منذ اللحظة الأولى لاكتشاف التابوت، أن تبادر وزارة الآثار بعقد مؤتمر عالميا وليس محليا، وتوجه الدعوة لجميع وسائل الإعلام العالمية، على أن يخرج وزير الآثار ليخرس جميع الألسنة.