من منا لم يستمع في صغره من جدته عن الحواديت وقصص أمنا الغوله، وأسطورة العفريت، الذي حتما سيلتهمك بمجرد نزولك الشارع ليلا أو إذا لم تقوم بتخطيه جسدك وأنت نائم وغيرها من امثال تلك القصص، وعندما كبرنا عرفنا انها كانت مجرد حواديت، لكن من الواضح أنه ليس كله خيال أو كذب، وإذا كنت ممن يتشائمون من يوم معين فاللأحسن أن لا تكمل.
الجمعة الثالث عشر من الشهر
هناك خرافة تقول أنه إذا صادف يوم 13 من أى شهر يوم جمعة، فهو يوم ذو حظ سئ، والغريب أنه حدثت فيه أشياء غريبة على مر السنين من قديم الأزل، حتى تطور الموضوع عند بعض البشر بفوبيا من هذا اليوم، ومعروف في اليونانية بإسم "paraskevidekatriaphobia" (الخوف من الجمعة ١٣).
هناك إحصائية قام بها معهد الدراسات النفسية في« آشقيل»، كاليفورنيا قالت إن حوالي ١٢ إلى ٢١ مليون أمريكي لديهم فوبيا من هذا الرقم، وأن الخوف وصل بهم لدرجة أنهم يوقفون حياتهم اليومية تمامًا من شغل، سفر، ومشاغل، ويجلسون في بيوتهم خوفا من حدوث شئ سئ.
أرتبطت هذه الخرافة منذ زمن في عقول الغرب إن رقم ١٢ رقم التكامُل، ١٢ شهر في السنة، ١٢ بُرج فالسما، ١٢ سبط من أسباط إسرائيل، حتّى ١٢ مهمة لهرقل في الميثولوچيا الإغريقية ، لذلك فالرقم الذى يليه سئ، بيلغي الكمال، لدرجة إنّه إتلاحظ من أيام قوانين حمورابي (اللّي حكم العراق فالفترة من حوالي ١٧٩٢ قبل الميلاد إلى ١٧٥٠ قبل الميلاد) إن القانون رقم ١٣ محذوف، حاليا بعض الفنادق بتلغي الغُرفة رقم ١٣ من ترقيم غُرفها والدور ١٣ من مبانيها.
الخرافه دى بدأت منين ؟
البداية الحقيقية للخوف من الجمعة ١٣ غير معروف بالضبط، لكن الحوادث التي حدثت في ذلك اليوم على مر السنين كثيرة جدًا ممّا زوّد الإيمان عندهم بسوء طالع اليوم وعزّز خوفهم منّه .
يُقال إن الموضوع بدأ من العصور الوسطى، بدايةً من إنتشار قصّة السيد المسيح الموّثقة نهايتها في لوحة العشاء الأخيرل«ليوناردو داڤنشي» في إن السيد المسيح كان هو و١١ من الحواريين (تلاميذه) كانوا ١٢ شخص فالغُرفة العلوية والـ ١٣ كان الخائن يهوذا الأسخريوطي اللّي باعه لليهود مُقابل ٣٠ قطعة من الفضّة كما هو مذكور في إنجيل متّى الإصحاح ٢٦ الآيات من ١٤ إلى ١٦، وهذا تم يوم جُمعة، ومنها بدأ فال وحش عند الغرب حضور ١٣ شخص على طاولة واحدة وإنّه علامة على سوء الحظ، و كان اليهود لا يعرفون شكل السيد المسيح، يهوذا قالّهم إنّه الشخص اللّي هيروحله يبوسه، ومن هنا طلع المصطلح Judas Kiss أو قُبلة يهوذا واللّى بيُستخدم للتعبير عن الخيانة.
من أشهر الأحداث التي يُقال إنّها بداية إنتشار الفوبيا هي ماحدث فجر يوم الجمعة ١٣ أكتوبر سنة ١٣٠٧، أمر الملك فيليب الرابع بالقبض على «دي مولييه»، قائد فرسان الهيكل برسالة بدأ نصّها بـ "Dieu n'est pas content, nous avons des ennemis de la foi dans le Royaume" أو ترجمتها بالعربية "الرب ليس سعيدًا. لدينا أعداء الإيمان بالمملكة"، وعليها بدأت حملة القبض عليهم في واحدة من أشهر أحداث تاريخ القرون الوسطى وبعدها تم قتلهم بأبشع الطُرق من صلب وحرق وتقطيع أوصال وأطراف ودفن أحياء وغيرهم من وسائل التعذيب والقتل اللّي كانت معروفة حينها، ومن هنا بدأ الفأل السئ.
وهناك رأي يقول إنه نفس اليوم الذي أكل فيه أدم وحواء التُفّاحة وتسبّب في خروجهم من الجنّة، و نفس اليوم الذي قابيل قتل فيه هابيل في أول جريمة في التاريخ البشري.
الميثولوچيا الإسكندنافية نفسها ( الڤايكينج وأهل شمال أوروبا) لم تسلم من الرقم ١٣، ويحكي إن كان فيه ١٢ إله من البانثيون الإسكندنافي في سهرة عشاء لمّا اقتحم عليهم المكان الإله الـ ١٣ مُثير المتاعب «لوكي»، حيث انه كان يخطّط لقلب الدنيا عن طريق خداع الإله« هوور» لقتل أخيه« بالدور»، عند طريق سهم مصنوع من نبتة الـ «Mistletoe» أو الدبق، وبسبب خوف والدتهم «فريج» على «بالدور»، أخذت على جميع المخلوقات والكائنات عهد بعدم التعرض له بسوء ، ولكنها نسيت أخذ عهد على النبتة، فعرف« لوكى»، وقتل «بالدور» بالنبته، وكان بداية لأحداث راجناروك أو أُفُق الآلهة أو المعركة الفاصلة التي عليها سينتهي العالم وسيكون فيها إلتهام الذئب «فينرير» للقمر وهكذا إلى آخر الميثولوچيا الإسكندنافية.
وهناك أحداث حدثت في التاريخ الحديث، مثل تفجير قصر باكنجهام في سبتمبر ١٩٤٠ كان جُمعة ١٣، نوڤمبر ١٩٦٤ إعصار رهيب تسبّب في قتل حوالي300.000 شخص في بنجلاديش كان يوم جُمعة ١٣، إختفاء طائرة شيلية في جبال الإنديز في أكتوبر ١٩٧٢ كان جُمعة ١٣، حتّى وفاة مُغنّي الراب الشهير توباك شاكور كان في سبمتبر ١٩٩٦ ويوم جُمعة ١٣، أو تحطّم سفينة كوستا كونكورديا على سواحل إيطاليا مُتسبّبة في مقتل ٣٠ شخص في يناير ٢٠١٢ ، يوم جُمعة ١٣
ماذا لو ربطنا بعد كل ما عرفناه بالحوادث التي حدثت يوم 13-7-2018
أولا انفجار في مصنع هيلوبيلس بجانب مطار القاهرة، ثانيا إنقلاب قطر متجه الى قنا في منطقة البدرشين، ثالثا حريق فى مصنع سيديكو للادوية في مدينة 6 أكتوبر، واخيرا حريق في مصنع للبلاستيك في مدينة باسوس بالقليوبية .
تخيّل بعد كل الحوادث التى حدثت يوم الجُمعة ١٣ بكل خُرافاته بالاضافة الى كسوف الشمس وقمر السوبرموون اللّي بيقلب للون الأحمر الدموي، عشان الخُرافات المُرتبطة بكسوف الشمس موجودة في جميع أنحاء العالم.
أعرّفك بظاهرة الـ Supermoon وفيها كان القمر كامل باين أكبر من الحجم الطبيعي لأنه بيكون أقرب ما يكون للأرض وظهر بلون بُني غامق أو محمرّ .. والإحمرار دا بسبب ظاهرة اسمها Rayleigh scattering ودي نفس سبب إن الشمس بتظهر حمراء وقت الشروق والغروب وفيها بيبقى الأشعة الصادرة من الشمس يتم فلترتها فالغلاف الجوّي للأرض أثناء وجودها بين الشمس والقمر، بيعدّي فقط اللون الأحمر.
انتشرت الخرافات في كل مكان، من شعوب الإنكا حيث اعتقدوا إن الكسوف/الخسوف عبارة عن فهد بيبتلع الشمس/القمر وهينزل على الأرض بعدها فكانوا بيفضلوا يعملوا ضوضاء وزعيق ورقص ومزّيكا وضرب كلابهم عشان تنبح بعُنف عشان يطردوه.
العراق القديمة اعتبروا الكسوف/الخسوف هو إعتداء على الملك شخصيًا وأملاكه من قِبل ٧ شياطين عايزين ينهوا حُكمه وبالتالي كان علامة سوء حظ.
أو قبائل الهوبا في أمريكا في مُعاقداتهم إن القمر ليه ٢٠ زوجة ومجموعة من الحيوانات الأليفة من أسود جبلية وأفاعي وخلافه ولمّا مبيحطلّهمش أكل بيهجموا عليه ويجرحوه عشان كدة بينزف دم (تفسير اللون الأحمر) ومبيشفاش غير لمّا زوّجاته يهبّوا لنجدته فيرجع للونه الطبيعي.
وأخيرًا قبائل بتامّاليبا في توجو وبنين في أفريقيا اللّي في مُعتقداتهم دي فترة صراع بين الشمس والقمر لازم تنتهي فبيبدأوا يصرّخوا ويعملوا دوشة عشان يبطّلوا وكل واحد يروح لحال سبيله وفي الفترة بيكون في توتر وقلق وخوف ومشاعر سلبية لحد ما الصراع ينتهي.
بعيدًا كل البعد عن كون تلك المواضيع حقيقة أم من وحي الصدف، فلا تظهر حتى الآن دراسة تؤكد أو تنفي وجود أرقام بعينها تدعو للتفائل أو جلب الحظ أو التشائم.