لم تقتصر ميليشيات الحوثي في مواجهتها للنظام اليمني على تجنيد الرجال البالغين، بل ضمت إلى صفوفها الأطفال بعضهم أقل من 15 عامًا، وإدماجهم داخل صفوف الحرب والنار، ومعاملتهم كمقاتلين حرب.
وكشفت أحدى الوثائق السرية، أصدرها عبد الملك الحوثي زعيم التنظيم، و تم تسريبها إلى وسائل الإعلام في نوفمبر الماضي، عن منع رئيس اللجنة الثورية العليا محمد الحوثي، طباعة صور قتلى الحوثيين من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا.
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في مارس 2017، عن وجود 1500 طفل يحاربون في صفوف الحوثيين.
وذكرت منظمة العفو الدولية في العام ذاته، أن الحوثيين يجندون الأطفال ويعرضون على ذويهم مبلغ شهري في حالة مقتل الطفل على جبهة القتال، مستغليين الففقر والعوز المادي الذي يحتاج إليه الأهالي هناك.
في حين قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، في وقت سابق من العام الماضي، أن 70% من المجندين الحوثيين من الأطفال.
التهجير القسري
ولم تكتف المليشيات الحوثية بتجنيد الأطفال، بل قامت بطرد المدنيين عن قراهم، وإخلاء المكان بالقوة والترهيب.
وهجرت مليشيات الحوثي منذ دخولها الصراع الدائر هناك في اليمن، العديد من الأهالي عن قراهم ومنازلهم.
وأكد مدير المرصد الإعلامي اليمني همدان العلي، في فبراير الماضي، أن مليشيات الحوثي تفجر منازل المخالفين وتقوم بتهجيرهم قسريًا، بجانب عمليات التطهير الطائفي.
جاء ذلك قدمها في الندوة التي نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان على هامش أعمال الدورة الـ 37 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف.
وأضاف مدير المركز، أن التهجير القسري يندرج تحت جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
ولا تزال جرائم التهجير القسري ضد المدنيين مستمرة، فأجبر الحوثيون اليوم الأثنين أهالي قرى سيف والمشاقنة، بالإضافة إلى قرى جنوب شرق مطار الحديدة شمال غربي اليمن، إخلاء قراهم، لتهجيرهم قسريًا.
وتبرر الميليشيات المسلحة طلبها بإخلاء الأهالي أماكنهم، بحجة وقعوها في مناطق عسكرية على طريق تقدم قوات المقاومة المشتركة الداعمة للشرعية اليمنية.
وتنفذ المليشيات حملات هجمات دورية على المنازل وخطف للمدنيين العزل.