يترقب العالم اليوم نتاج قمة هلسنكي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلادمير بوتن، ومن المنتظر أن تستمر ثلاث ساعات مع عقد مؤتمر صحفي مشترك.
وتعاني العلاقات الأمريكية الروسية، بالتوتر الدائم، كان آخرها اتهام الولايات المتحدة لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويناقش الرئيسان اليوم عدد من القضايا الدولية على رأسها الملف السوري، وموقف إيران من الحرب هناك.
ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول أن تضيق على روسيا الخناق وتعثر من خطواتها في فرض نفوذها على العالم من جديد، خصوصا بعد استعادتها شبه جزيرة القرم، ودعمها للانفصاليين في أوكرانيا، بجانب رغبة «ترامب» في كسر شوكة إيران بالمنطقة بعد خطواتها الجدية لتنفيذ برنامجهها النووي.
محاربة إيران من الداخل
انسحبت أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني، وفرضت عقوبات اقتصادية ضد طهران أدت إلى سحب الشركات العالمية استثماراتها من إيران، وانخفضت قيمة الريال الإيراني أمام الدولار الأمريكي.
ولم يكن أمام الرئيس الإيراني علي خامئني، الذي لم تظهر دولته حتى الآن أية انشطة نووية غير سلمية، إلا أن يهدد بغلق مضيق هرمز لتخفيض معدل النفط المصدر إلى أمريكا وكذلك أوروبا، لمواجهة الخناق الأمريكي الذي فرضه عليها ترامب.
وأصبح الرئيسان الأمريكي والإيراني، يتبادلان التهديدات بالعقوبات الاقتصادية، ولم يتوصل أي منهم إلى حل مشترك حتى الآن.
وبالعودة إلى الوراء قليلا، قبل إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، نجد أن جون بولتون المندوب الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، ومستشار الأمن القومي حاليا، دعا الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير نظام الحكم في إيران قبل 2019م.
وكتب «بولتون» بصحيفة «وول ستريت جورنال»، مقالا أوضح فيه «تمضية أمريكا خلال الأيام القادمة للمفاوضات الذاتية تجعل الغرب في حالة ركود، لأن إيران لن تعيد ما اكتسبته من الاتفاق النووي الإيراني».
وأكد مستشار الأمن القومي، «ترامب يرى أن الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما هو خطأ استراتيجي كبير، استطاع مستشاريه أن يقنعوه به».
وفي إطار المواجهة الأمريكية ضد طهران، فأكدت تصريحات جون بولتون الأخيرة، أن الرئيس دونالد ترامب، يفكر في إخراج القوات الإيرانية من سوريا.
حيث صرح مستشار الأمن القومي، خلال مقابلة تليفزيونية مع قناة «سي بي أس»، «ننتظر ما الذي يحدث بعد الاجتماع، والاحتمالات قائمة لإجراء المفاوضات المكثفة لإخراج القوات الإيرانية من روسيا .
واعتبر جون بولتون نجاح الرئيس الأمريكي في إخراج القوات الإيرانية من سوريا، «خطوة مهمة إلى الأمام».
كذلك، نقلت "سي بي أس" عن مسؤول أميركي كبير قوله إن حكومة الولايات المتحدة قررت التركيز على إقناع بوتين، لوقف التعاون مع إيران شريكته في ساحة المعركة بسوريا.
ولا تزال الدولة العميقة في إيران التي يهيمن عليها المحافظون تفضل التحالف مع روسيا في مواجهة النفوذ الأميركي.
وفي وقت سابق، أشاد خامنئي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفه بأنه شخصية بارزة في التاريخ المعاصر.
وعلى خلاف المحافظين، فإن قطاعا كبيرا من الإصلاحيين الإيرانيين الذين يشكلون الثقل السياسي للرئيس حسن روحاني يكرهون الروس بشدة ويتحمسون للتقارب مع الغرب.
طعنة بالخلف
وفي مقال نشره بصحيفة "عمران دايلي" قال سفير إيران السابق في الأمم المتحدة علي خورام إن روسيا لم تكتف بطعن إيران في الظهر فيما يتعلق بسوريا، إنما تطوعت بإعلان استعدادها إلى جانب السعودية لإنتاج المزيد من النفط للالتفاف على حصة إيران في أوبك.
وكانت روسيا ألمحت في وقت سابق إلى أن جميع القوات الأجنبية بما فيها الإيرانية يجب أن تغادر سوريا في نهاية المطاف.
وظهرت عناوين الصحف الإيرانية، هذه الأيام، أن روسيا تتخذ خطوات ضد إيران، و «تطعن طهران من الخلف».
وبحسب المحافظين، فإن روسيا عملت مع المملكة العربية السعودية، للضغط على منظمة «أوبك» لزيادة انتاج النفط، في مواجهة الحصار الذي تحاول إيران لفرضه على الولايات المتحدة, دون رفع أسعار.