في الوقت الذي تبذل خلاله الأجهزة الأمنية، مساعي مضنية لإرساء الأمن في الشارع المصري، إلا أن عددًا من الجرائم تتصدر المشهد بين الحين والآخر، بخاصةً اذا كان مسرح وقوعها في الأحياء الراقية التي طالما يعرف عنها هدوئها البالغ الذي تنعم به، غير أن الوضع تغير بصورةٍ نسبية، مع اقتحام أباطرة التشكيلات العصابية الأحیاء الراقية، فلم تمنعهم أسوارها أو كامیراتها ولا حتى حراساتها من غرضهم، بعدما اعتقد سكانها عن طریق الخطأ أنها أبراج عاجیة يتحصنون بها من أیادي الغدر والإجرام التي تلطخت بدماء الأبریاء.
فقد شهدت الأیام الماضیة وقوع أكثر من جریمة راح ضحیتها أبریاء كانت حیاتهم ثمنًا لطمع أشخاص فقدوا ضمائرهم قبل عقولهم، لتستنهض همم رجال البحث الجنائي للبحث عن عناصر خطورتها التي لا تقل عن خطورة الإرهابیین، خصوصًا بعد اختطاف الطفل هشام سامي من أمام منزله على يد 7 أشخاص مستقلين سيارة ملاكي.
في التقرير التالي، نرصد جرائم هزت الأحياء الراقية، أخرهم حادث اختطاف الطفل هشام سامي.
مقتل نيفين لطفي
وتعد جريمة مقتل الخبیرة المصرفیة نیفین لطفي بـ"كمبوند سیتي فیو" منذ یومین، حلقة جديدة من مسلسل الجرائم التي صارت تلاحق الأحياء الراقية مؤخرًا.
مقتل طفلة الشروق
اما والدة طفلة الشروق "فریدة" فقالت إنها وشقیقها "یاسین" توأم أنعم الله علیها بهما بعد 3 سنوات من الزواج، فتضيف أن ابنتها وشقیقها استيقظا كعادتهما في الصباح وقبلتها كأنها تودعها قبل أن تلقى ربها بعد مقتلها على يد مسلحین.
جريمة الرحاب
لم تفيق الأحياء الراقية من ارتكاب الجرائم وإراقة الدماء في أرجائها، الا وأقدمت جريمة قتل بشعة شهدتها منطقة الرحاب بالتجمع بمحافظة القاهرة، بعد العثور على أسرة كاملة مكونة من أب وأم وابنائهم الثلاثة، وكشفت معاينة نيابة القاهرة الجديدة برئاسة محمد سلامة، أنه تم العثور على طلقات الرصاص المستخدم في قتل الزوجة على "كنبة الريسبشن" والفتاة بطلقتين بجوارها، ثم ابنيه أحدهما في المطبخ والآخر في غرفة النوم، وأن الأعيرة النارية المستخدمة في قتل الثلاثة أفراد والسيدة وزوجها، هي ذاتها الأعيرة المنطلقة من أداة الجريمة بجانب جثة المجني عليه مسدس غير مرخص.
اختطاف الطفل هشام سامي
ختامًا، فلم يكن يتوقع الطفل هشام سامي، اختطافه على يد عناصر مجهولة مدججة بالسلاح لتهديد أسرته ليتمكنوا من اختطافه من أمام الفيلا الخاصة بعائلته بمدينة الشروق، والمفاجأة أن كاميرات المراقبة أظهرت أن مكان الحادث يقع بالقرب من فيلا رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل، وأن الطفل تم اختطافه داخل سيارة ملاكي كانت فى طريقها لتوصيله لمنزله بعد انتهائه يومه "بالحضانة" الخاصة به بمدينة الشروق، لتتفاجأ صاحبة السيارة بقيام سيارة أخرى بمنعها من المرور أمام منزل رئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل، ومن ثم اختطاف الطفل والهروب بأقصى سرعة، ولكن بعد 5 أيام من اختطافه تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط خاطفي الطفل، وإعادته مرة أخرى سالمًا لأحضان أسرته.
ومن جانبه علق الخبير الأمني، اللواء إيهاب يوسف، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمكافحة الإرهاب، على وقائع جرائم القتل والخطف التي تحدث داخل الأحياء الراقية في الآونة الأخيرة، وأخرها واقعة اختطاف الطفل هشام سامي، قائلًا إن تتبع ورصد الأجهزة الأمنية للمخطتفين كانت هي الحلقة الأبرز في الواقعة، والتي أثبتت للشعب أن الشرطة المصرية على قدر كبير من الحنكة لحل أي لُغز يصعب التوصل إليه.
وأضاف الخبير الأمني في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن الجرائم التي تحدث لا تقتصر على الأحياء الراقية فقط بل في كل مكان، متوقعًا حدوث زيادة في ارتكاب الجرائم خلال الفترة المقبلة، في مقدمتها جرائم الخطف والسرقة بالإكراه والاتجار في المخدرات، خاصةً فى ظل الظروف التي تعاني منها البلاد في الفترة الحالية، والتي يتجه إليها ضعاف النفوس، مضفيًا: علينا جميعًا توعية أنفسنا من المخاطر التي يقع فيها البعض، ولا بد من اتخاذ إجراءات الأمان.
وعن واقعة خطف طفل الشروق، فقد أوضح الخبير الأمني، أنه من المستغرب وقوع الحادث أمام منزل رئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل، مختتمًا بقوله إن الأجهزة الأمنية على قدر عالي من الكفاءة، بعدما بذلت جهدًا كبيرًا لتحرير الطفل دون تعرضه لأي خطر على يد مختطفيه، بخلاف مايحدث في البلدان الخارجية التي يحدث فيها حالات خطف والحصول على فدية من أهل المخطتف، قبل التخلص منه في النهاية، مطالبًا بتغليظ العقوبة على المختطفين، إلى الأشغال الشاقة، عملًا بنصوص بقانون العقوبات.