شهد صرح مستشفى الحسين الجامعي اليوم حريقًا مفجعًا، نتيجة إهمال سافر، من قبل القائمين على هذا الصرح، رغم ما يحويه من أجهزة وحماية و إنذار، ليتكبد خسائر عنيفة بشريًا وماديًا.. والعبرة التي نخرج بها من هذا التقرير هي، أن الإهمال أو عدم تقدير لحجم المسؤولية، هما السبب وراء جل الخسائر التي تتعرض لها الدولة
وخلال هذا التقرير يؤكد أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب، أن السبب المعلن وراء الحريق هو الإهمال، وأنه يجب محاسبة المسؤولين عنه كونة كبد الدولة خسائر مادية ضخمة، فضلًا عن الخسائر البشرية التى لن تعوض.
أسباب الحريق
قالت النائبة إليزابيث عبد المسيح، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن السبب الظاهر وراء حريق مستشفى حسين الجامعي، هو الإهمال والقصور في الصيانة، وعدم تدارك الحريق فور نشوبه من جانب الإدارة في متابعة المستشفي، لافتة إلى إن مسألة وجود شبهة جنائية خلف الحريق، أمر يقع على عاتق النيابة، وهو الذي لم يتضح حتى الآن.
وأوضحت «عبد المسيح» أن جميع المستشفيات تضم إدارات الصحة المهنية والمنوطة بمهمة التأكيد على أجهزة الحماية داخل أروقة المستشفى مُعلقةً: «هذه الإدارات من المفروض إنها تتأكد بصفة دورية من الخراطيم الخاصة بالحريق، وسلامة صافرات الإنذار حال وقوع أي طارىء» متسائلةً: « لماذا لم يحدث فصل تلقائي للتيار الكهربائي حينها»؟ مؤكدةً وجود قصور في التعامل مع الموقف.
وأضافت عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، أن دور اللجنة يتمثل في المطالبة بإحالة المسئولين بالمستشفى للتحقيق لمعرفة أسباب عدم التدخل لتدارك الموقف منذ البداية للخروج بأقل الخسائر، فيما تتولى تحقيقات النيابة كشف سبب اندلاع الحريق، واذا ما كان ناتجًا عن حدوث ماس كهربائي أو أنه مدبر له بفعل فاعل.
رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب
ومن جانبه، قال الدكتور محمد العماري، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إن حريق مستشفى الحسين الجامعي رهن التحقيق، الذي تباشره النيابة، وأن كل ما ما تردد بشأنه مجرد تكهنات من شأنها التأثير على التحقيق وإثارة البلبلة، لذا من الأفضل عدم الاكتراث لها، لحين انتهاء التحقيق.
وأوضح «العماري» أنه لن يتحدث في المجلس عن الحريق إلا في حالة التقدم بطلبات إحاطة من جانب اعضاء اللجنة، وهو ما يلزمه بطرح الموضوع على المجلس، لمراجعة الموضوع من أجل تقصي الحقائق، لافتًا إلى أن ذلك لن يحدث إلا بعد الانتهاء من تحقيقات النيابة، متابعًا:«أنا دلوقتي مقدرش أعلق على موضوع فلا أملك أي أدلة فيه».
وأشار رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، إلى أن كل المعلومات المتعلقة بالحريق وبأسباب نشوبه والمسؤول عنه توجد لدى الجهات المختصة بالمستشفى، وهم مدير المستشفى ورئيس الجامعة، مؤكدًا أنه ليس على علم بأي من هذه المعلومات.
كان النائب إسماعيل نصر الدين، تقدم ببيان عاجل، قال فيه إنه في حالة عدم الكشف عن الأسباب الحقيقية للحريق سيتم استجواب وزير التعليم العالي.
وبدوره، قال النائب سامي المشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن التحقيقات ستكشف أسباب الحريق الذي نشب بمستشفى الحسين الجامعي، وما إن كان ناتجًا عن الأهمال أو وراءه أسباب أخرى، مؤكدًأ أنه علينا الأنتظار حتى تسفر الاحقيقانت عن السبب الحقيقي وراءه.
وأوضح «المشد» أن الحريق يمثل إهجار للمال العام، مشددًا على ضرورة محاسبة المتسببين فيه، لافتًا إلى إصلاح ماتسبب فيه الحريق سيشكل تكلفة فوق التي خسرتها الدولة.
وأضاف عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن اللجنة ستتقدم بطلب إحاطة يفيد بحضور كلًا من رئيس الوزراء، ووزير التعليم العالي، وشيخ الأزهر كون المستشفى الجامعي تتبع مشيخة الأزهر، وذلك لمناقشتهم بشأن الحريق، كما أنها ستطالب بمحاسبة المسؤولين عنه، مشيرًا إلى أن استجواب الوزير لن يحدث إلا بعد الإنتهاء من التحقيقات، وذلك في حالة ثبوت الإدانة، موضحًا أن هذا الأمر سابق لأوانه.