ثورة 30 من يونيو هى ثورة بكل المقاييس، رغم جميع دعوات جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديهم ومن على شاكلتهم بإنكار ذلك وتدليسه والانتقاص منها والسخرية من المشاركين فيها.
دائمًا ما يحيرني عدة تساؤلات لماذا ينكر الإخوان أن 30 من يونيو ثورة وليست خروجًا على شرعية الدكتور محمد مرسي، كما يصورون لأنفسهم، وأن مختلف فئات الشعب خرجت تطالب برحيلهم عن الحكم وترك الشعب يختار رئيسه؟ لماذا رفضوا كل الطرق الأخرى لتركهم السلطة بعمل انتخابات مبكرة إرضاء للشعب؟ ولما كان الخروج على محمد مرسي خروجًا على الشرعية فلماذا قبلوا الخروج على مبارك وطالبوا برحيله عن الحكم وقفزوا على ثورة شباب يناير ومنها استولوا على الحكم؟ تلك الأسئلة نحن في حاجة إلى أن يجيب عليها أحد من أعضاء الجماعة أنفسهم.
ولعل الغريب في أمر الجماعة أنهم يصرون على مواقفهم ولا يعترفون بأخطائهم أبدًا، تلك التى يرتكبونها منذ أن أنشئت الجماعة عام 1928 وهم يكررون نفس الأخطاء بنفس الديناميكية، كأنهم آلة تدور فى نفس الترس.
وما يثير دهشتي أيضًا إصرارهم على الوصول إلى الحكم والتدخل في سياسات الدولة رغم لباسهم رداء الدين وترويج أنهم جماعة دعوية إصلاحية، ولعل العجيب في أمرهم هو تمسكهم بالتدخل في الأمور السياسية، رغم أنهم ومنذ نشأتهم رفضوا جميع حكام مصر وواجهوهم، منذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرورًا بالسادات ثم الرئيس مبارك.
لماذا لم يعترف الإخوان بفشلهم الذريع فى وصولهم للحكم؟ ولماذا يؤكدون صدقهم وصدق نواياهم من خلال أبواقهم الإعلامية في تركيا رغم أنهم بدأوا حياتهم السياسية في مصر عقب ثورة الـ25 من يناير بأكاذيب وخداع الشعب المصري؟ فهم من قالوا لن نترشح للانتخابات ولا نريد البرلمان ثم نجدهم في آخر الأمر قد سطوا على كل شىء، وحينما خرج الشعب رافضًا لهم ولسياساتهم رفضوا أن يتركوه يحدد مصيره.