اعتاد حاكم اليمن السابق، علي عبد الله صالح، الملقب بـ«الراقص مع الأفاعي» الانقلاب على جميع تحالفاته السياسية، سواء مع الحوثيون أو السعودية، أو الجنوبيين.. سلسلة من التحالفات والانقلابات، تميزت بها سيرة حياة الرئيس المقتول.
حيث تحالف «صالح» مع الجنوبيين وحاربهم، وحارب الحوثيين وتحالف معهم، وكذلك الحال مع السعودية التي تحالف معها وتلقى العلاج في مستشفياتها ثم حاربها، قبل أن يعود ليعرض فتح صفحة جديدة معها.
الثورة اليمنية
بعد قيام الثورة اليمنية، انقسمت القوى السياسية في البلاد، انضمت الأغلبية في تحالف ضد علي عبد الله صالح، الذي اختار الهروب إلى السعودية، وتلقي العلاج هناك.
وأبى «عفاش» ألا يترك الحكم باليمن، فأمضى تحالفًا مع الحوثيين، للاشتراك في حرب ضد الحكومة الشرعية، على أمل العودة إلى الحكم مرة ثانية.
ودارت رحى الحرب في البلاد، راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، واستطاع الحوثيون السطيرة على العاصمة صنعاء.
الانقلاب على الحوثيين
كما انقلب «صالح» على الحوثيين من قبل، تحالف ضدهم هذه المرة، بعدما تعاون مع السعودية والإمارات، التي شكلتا قوة التحالف العربي لتخليص اليمن من قوات الحوثي، بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تولى الحكم بعد قيام الثورة.
وأصدر الحوثيين بيانًا، قالوا أنه ليس بغريب أو مفاجئ أن يخرج صالح منقلبًا على شراكة لم يؤمن بها يومًا، بل كانت مواقفه السابقة عبارة عن ظاهرة صوتية، وكانت شراكته العملية والفعلية هي مع تحالف العدوان».
وأضافت الجماعة، أن صالح وأنصاره دأبوا منذ التوقيع على اتفاق الشراكة في يوليو «تموز» 2016 لإدارة شؤون اليمن على تعطيل عمل الدولة والتثبيط عن القتال والتحريض على الفتنة، كما كانت لصالح اتهامات عديدة، ومنها الطعن في الظهر والغدر والفجور والخداع، على حد وصف البيان الحوثي.
وأكد عبد الله العجري، عضر المكتب السياسي، لمليشيات الحوثي، في تصريحات صحفية، أن علي عبد الله صالح الذي أعلن انقلابه على الحوثيين «أساء التقدير وأقدم على حركة انتحارية»
مقتله.. وصعود طارق صالح
في النهاية، قُتل على عبد الله صالح برصاص الحوثيين، وأصدرت وزارة الداخلية، في 4 ديسمبر الماضي، بيانًا جرت تلاوته عبر قناة «المسيرة» التابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية قالت إنه تم انتهاء أزمة مليشيا الخيانة بإحكام السيطرة الكاملة على أوكارها وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى.
واتهمت الوزارة قوات الرئيس اليمني السابق، بقتل المواطنين وقطع الطرقات وإثارة الفوضى وإقلاق السكينة العامة والتواطؤ المباشر والعلني مع دول التحالف العربي، ومحاولة قطع مداخل المدن بالتزامن مع قصف مكثف لطيران التحالف.
بعد مقتل علي عبد الله صالح، أصبح مصير العائلة مهدد، وانتقلت في رحلة كان مسارها سري إلى حد كبير.
المشهد أخذ مسارًا فارقًا، بعد ظهور طارق صالح، نجل شقيق، علي عبد صالح في محافظة شبوة بحماية الإمارات التي لا تربطها علاقة طيبة بهادي، ولم يعلن طارق صالح اعترافه بشرعية هادي كرئيس للجمهورية، ولا انضمامه إلى الشرعية أو القتال تحت رايتها. بينما لم يظهر طارق صالح في مأرب، ومن المعروف أن من فر إلى مأرب من القيادات الموالية لصالح موقفها أقرب إلى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر والسعودية، ومن فر إلى عدن أو محافظات الجنوب الأخرى بما فيها شبوة، موقفه أقرب للإمارات وتيار أحمد علي صالح، نجل علي عبدالله صالح.
وأدلت قيادة قوات الحرس الجمهوري التي يقودها طارق محمد صالح بأول تصريح رسمي لها حول وقائع معركة مسلحة وقعت بينها وبين مسلحي «أنصار الله»، في 20 أبريل الماضي.
وأعلنت القوات التي يقودها العميد طارق صالح، أنها تمكنت من السيطرة على جميع المرتفعات المحيطة بمعسكر خالد بن الوليد القريب من مفرق المخا غربي اليمن، والتي كانت تتمركز فيها قوات «أنصار الله»، وفقا لموقع «عدن الغد» المحسوب على حكومة الشرعية.
وبحسب مركز الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية، فإن قوات من ألوية حرس الجمهورية نفذت خلال الساعات الـ24 الماضية عمليات نوعية، مسنودة بضربات جوية من طيران تحالف دعم الشرعية وألوية العمالقة، واستطاعت من خلالها أن تبسط سيطرتها الكاملة على المرتفعات المحيطة بمعسكر خالد، بعد أن كبدت ميليشيات الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.