لديهن من الاستقلال الموسيقي ما يمُكنك من التعرف إليهن بسهولة، إلى جانب تميزهن عن أي مغنيات آخريات، لما لا فجميع مُريديهم وجماهيرهم ينتسبون إلى فئة عمرية معينة، خاصةً بين صغار المستعمين من الشباب.. يمكنهن التحكم في مشاعرك وتغييرها إلى النقيض في أي لحظة، يحاربن الملل والفراغ بالموسيقى، يمتلكن القدرة على مُرافقتك إلى أي درب، وهو ما مهد الطريق لانتزاعهن مكانة خاصة بين محبي أغاني الأندرجراوند.
دينا الوديدي
«وإكمن كله أذاك قررت تعشق ملاك ياللي عشقت الملاك حتى الملاك صدك» من خلال هذه الكلمات دخلت قلوب مُحبيها، والتي حصلت من خلالها على جائزة «جرامي»، هي المطربة دينا الوديدي.
شاركت «دينا» في «مشروع النيل» وهو مبادرة موسيقية وبيئية تجمع موسيقيين ومفكرين من جميع دول وادي النيل، كما أنها حصلت على جائزة من مبادرة رولكس الدولية لدعم الفنانين الواعدين، ستقضي من خلالها فترة مجاورة مع المطرب البرازيلي الشهير جيلبرتو جيل، وتعتبر هذه نقطة تحول مهمة في مشوار دينا الفني.
وبدأت دينا الظهور بأول ألبوم لها عام 2014 والذي يحمل اسم «تدور وترجع» وكان يتضمن ١١ أغنية، منهم أغاني جديدة وأغاني قديمة برؤية موسيقية وتوزيعات مختلفة، كما أن الفنان العالمي چيلبرتو چيل البرازيلي قام بمشاركتها في موسيقى الألبوم، وشاركت فرقة مزاهر المصرية التي أضافت إلى الألبوم صوتًا مختلفًا وروحًا مغاير.
دنيا مسعود
هي صاحبة فرقة «فيونكات دنيا» التي أحيت بعض من الحفلات في دار الأوبرا المصرية وساقية الصاوي في مصر وفي مدن فرنسية ، مثل مارسيليا وباريس، بطريقتها الخاصة والتي أعتمدت فيها على آلات الإيقاع والكولة.
«بتناديني تاني ليه؟، أنتي عاوزه مني أيه؟، ما أنتي خلاص حبيتي غيري، روحي للي حبتيه»،« دول عايرونى وقالولى يا اسمر اللون يا لالالي، صحيح انا اسمر وكل البيض يحبونى يا لالالى»، أدت «دنيا» تلك الأغنيات بطريقتها الخاصة التي تميزت بها في أغنياتها.
بدأت «دنيا» كممثلة وظهرت في فيلم «خلي الدماغ صاحي» عام 2001، وشاركت أيضًا في فيلم جعلتني مُجرمًا مع النجم أحمد حلمي، وفي مسلسل أهل كايرو، الجدير بالذكر إنها حاليًا تقيم بباريس.
رشا مجدي
« كدبة في كدبة كُنت معايا وماسك أيدها تلف وترجعلي وتسيبها صحفة جديدة و قومت قالبها»، تمتلك طابعًا مغايرًا من الموسيقى المُختلفة، وطريقة غُنائها كفيلة بسحبك من الواقع إلى العالم الآخر، تتعمد أن تنطق الكلمات بشكل يعطيك إحساس بإنك تعمل معها في صناعة الأغنية، هي المطربة رشا مجدي.
بدأت مشوارها الفني منذ 5 سنوات، وشاركت مُغني الراب «أبيوسف» في عدد كبير من أغنياتها، تميزت بأسماء أغنياتها الغريبة مثل «قصر من الرمل ونستقهوة وأستغامية وصدعني والملاهي»، وهي من نجوم موقع الأغاني «ساوند كلاود».
يسرا الهواري
«ببتسم من كتر حبي للعالم، ببتسم من كتر خوف وعيت عليه» ظهرت بآلة موسيقية كانت في طي النسيان من قبل البعض، أغانيها تدعوا للتفائل والخروج من نطاق الكئابة والحزن، صوتها المُبهج كفيل لإبعاث السعادة والبهجة في نفوس مستعميها.
درست يسرا الهواري، نظريات الموسيقى والموسيقى الكلاسيكية على البيانو، قدمت أولى خفلاتها في مهرجان كومبو مستقلّ، واجهت العديد من المشكلات في إنطلاق ألبومها ومنها "الممول" ف أطلقت مباردة «أنت المُنتج» والتي ناشدت فيها الجمهور التبرع من أجل إنتاج الألبوم.
حاولت «يسرا» التغيير من الحالة النفسية لدى جمهورها ف قررت أنا تحارب الأكتئاب بمزيكتها ولونها الخاص وتركت العامل الأكبر ألتها الخاصة وهي «الأكورديون» ففي مطلع أغنية «بس كُله يهون» تقول: «بس كله يهون إذا لسه فيه في المترو بنات متزوقة إذا بس فيه في البيت بلكونة محندقة إذا ظهرلي حبيب من جوة جوة الدواليب وقالي مش هنخرج بقا».
مريم صالح
على الرغم من إنها بدأت طريقها في الغناء قبل مشاركتها في مسلسل «فرح ليلى» أمام الفنانة ليلى علوي، إلا أن معظم الجمهور عرفها من خلال هذا العمل، ولأن صوتها قوي فهو يُجبرك على استماعها، هي المطربة مريم صالح، والتي كانت بدايتها مع أغنيات «الشيخ إمام» ولكن عرفها الجمهور، بـ«حلو الحلو» للفنان الراحل «شكوكو»، كما انها تمتلك جمهور من فئة عُمرية معينه يستمع إليها، ويحضر حفلاتها الغنائية.
قدمت مريم صالح عروض ناجحة في حديقة الأزهر بالقاهرة ومكتبة الإسكندرية وقدمت عروض في لبنان والأردن وفلسطين وغيرها من البلاد العربية والأوروبية، ويقوم الآلاف بتحميل أغانيها من خلال موقع الأغاني «ساوند كلاود» ومتابعة أخبار جولاتها الفنية من مواقع التواصل الاجتماعي.
نشأت «مريم» البالغة من العمر 33 عامًا، في أسرة فنية خالصة، فهي أبنه للفنان «صالح سعد» ، وعلى الرغم من ذلك، واجهت موجة من الانتقادات، في بدايتها بسبب أن طريقة غنائها مُختلفة وغير مألوفة بالنسبة للبعض، حتى أثبتت نجاحها بِصعود أول ألبوم لها بعنوان «أنا مش بغني» والذي صُدر في عام 2012.
لم تتوقف «مريم» عند الغناء والتلحين فقط بل قامت بالتمثيل في فيلمي « بالألوان الطبيعية» في عام 2009 و فيلم «عين شمس» في نفس العام، ويليهم مسلسل « فرح ليلى».
وآخر إصدارات «مريم» هو ألبوم «الإخفاء» الذي لاقى نجاحًا عريضًا، ومن الأغنيات التي تركت صدى مع الشباب «تسكر تبكي» وكان هذا الألبوم بالتعاون و موريس لوقا، وزوجها تامر أبو غزاله.
في النهاية، تكمن الحقيقة في مدى التنوع الموسيقي، فيما يقدمهن إليك، ولكن يبقى التساؤل لماذا لم تنتقل عدوى متابعة تلك المدرسة الغنائية إلى باقي فئات الجماهير، واقتصار الأمر فقط على الشباب دون غيرهم، وهو ما قد يحول دون توسع قاعدتهن الجماهيرية.