المشروعات الصغيرة تستغيث.. وخبراء: ”الحكومة السابقة والبرلمان السبب”

تعاني المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر من التهميش، وكأنها تمثل عبئا ولا جدوى من الاهتمام بها، رغم أنها قاطرة التقدم، وحجر الأساس للنهوض الاقتصادي بالنسبة للدول الكبرى، وأي دولة تهتم بها وتستغلها بشكل جيد.. ورغم ذلك لم تأبه بها  كل من حكومة مصر الأنفة بقيادة المهندس شريف إسماعيل، ولجنة المشروعات الصغيرة بالبرلمان، وهو ما أشار إليه خبراء الاقتصاد، وذلك رغم الاهتمام  الكبيرللرئيس عبد الفتاح السيسي بها، مطالبين من الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي الاهتمام بها، وذلك من أجل النهوض بالاقتصاد المصري.

وفي هذا التقرير نرصد آراء ووجهات نظر الخبراء عن أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، ومدى تأثيرها في النهوض بالاقتصاد، والمسئول عن التقصير في حق تلك المشروعات.

قاطرة التقدم

قال اللواء حسن السيد، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر هي قاطرة التقدم بالنسبة للدول المتقدمة، وإذا اعطيناها اهتمامًا كبيرًا بالقدر الذي يليق بها، كما فعل الرئيس السيسي، ستحقق مصر نهضة اقتصادية كبرى

وأوضح «السيد» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان خصص 2 مليار جنيه منذ ما يقارب عامين، من البنك المركزي، إلى جانب قروض ومنح لصالح هذه المشاريع والصناعات الصغيرة، في الوقت الذي لم تعط فيه الحكومة أي اهتمام لهذه الصناعات، بينما تتعامل معها بأسلوب عقيم، بالإضافة إلي الروتين والبيروقراطية، مما يعرقل هذه الصناعات وتحول دون إرادة الرئيس.

المسئول عن الوقف                                                        

 وأشار إلى أن الحكومة متمثلةً في المجموعة الاقتصادية، هي المسئولة عن توقف هذه الصناعات الصغيرة، لأنها لو تكاملت لغيرت الاقتصاد المصري شكلًا وموضوعًا، كما أن الاقتصاديات المتقدمة تقوم علي الصناعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

وأكد عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، أن حكومة المهندس شريف إسماعيل السابقة لم تكن تمتلك أي خطة أو استراتيجية واضحة حتى تستطيع النهوض بهذا القطاع، مشددًا على أهمية منح الأولوية لذلك الملف، من قبل الحكومة الحالية برئاسة المهندس مصطفى مدبولي ، لافتا إلى أن لجنة المشروعات الصغيرة بالبرلمان،  بالإضافة إلى رئيس ائتلاف دعم مصر، المهندس محمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات، لم يقدما أي شيء في هذا الملف، وفشلت في الإدارة رغم مرور 3 سنوات علي هذه اللجنة.

توعية الشباب

واختتم قائلًا إن الحكومة مقصرة، ولا تعطي اهتماما لتوعية الشباب بالمشروعات الصغيرة، ويجب أن يقوم الإعلام بدوره في التوعية، وأن تقوم بعمل برامج لتدريب الشباب، مطالبًا بتخصيص موقع إلكتروني تابع للجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البرلمان، لتوعية الشباب والمجتمع بأهمية هذه المشروعات والصناعات بالنسبة للاقتصاد المصري.

 من جانبه، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، إن حكومة المهندس شريف إسماعيل لم تهتم بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ولم تعط لها أي أولوية على الرغم من كون الملف هو أمل مصر في النهوض الاقتصادي.

سر التطور

وأكد «رشاد» أن أغلب دول  العالم تطورت وتقدمت بسب الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر، موضحا أن هذه الصناعات هي التي ستحدث تغييرًا جذريًا في الاقتصاد المصري، اذا اهتمت بها الحكومة بشكل سليم.

وأوضح الخبير الاقتصادى، أن الرئيس السيسي وعد بعمل وزارة للصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر وجلس مع الحكومة أكثر من مرة، ولكن للأسف لا أحد يعلم السبب وراء عزوف الحكومة عن العمل على هذا الملف، رغم توجيهات الرئيس السيسي، وإذا ما كان السبب في ذلك عدم امتلاك الحكومة السابقة برئاسة المهندس شريف إسماعيل، لأي خطة في هذا الشأن.

القضاء على البطالة

وتابع أن هذه الصناعات هي التي تخلق فرص العمل حتى لا يكون لدينا بطالة، وهي التي تضخ الانتاج حتى لا نستورد من الخارج بالعملة الصعبة، إلى جانب إسهامها في دعم التصدير والعمل على زيادة الإنتاج المحلي، مؤكدًا أن 83 % من المشاريع بمصر، هي مشاريع صغيرة ومتوسطة، وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد لها وزارة.

واختتم الخبير الاقتصادي، مطالبًا الدولة بتشجيع هذا الاتجاه وتبنيه، حتى تكون من الأولويات في الدولة للنهوض بالاقتصاد المصري وخلق فرص عمل، لافتًا إلى أن لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في البرلمان لم تقدم شيء لهذه الصناعات، وأن دورها فقط مقتصر على مجاملة بعض النواب، على حد قوله.