شغلت واقعة مقتل حفيدتي الفنان الراحل المرسي أبو العباس ووالدتهما، الرأي العام في الشارع المصري، حيث إنها جريمة أحالت شارع الصحابة بمنطقة العشرين إلى ما يشبه سرادق عزاء، وأصبح الحزن يعلو وجوه قاطنيه ويملأ قلوبهم حسرة على زوجة شابة وطفلتين في عمر الزهور شهد لهن الجميع بالسيرة العطرة والتفوق والتميز دراسيًا في مرحلتي الإعدادية والابتدائية.
وقام الرائد محمد الجوهري رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور وضباطه، بجمع الأدلة وتكثيف التحريات ومناقشة الشهود والأهالي ومعرفة العلاقات المباشرة للأسرة من الأهل والأصدقاء، بالإضافة على فحص كل كاميرات المراقبة المتواجدة بمحيط المنزل والشارع، وفحص عدد من المشتبه بهم من الأشخاص الغرباء عن المنطقة وتم رصد تواجدهم في الشارع في وقت متزامن مع ارتكاب الجريمة.
وأشار إلى أن فريق البحث الجنائي في الوقت الحالي لا يستبعد أي فرضية أو شخص من دوائر الاشتباه، خاصة مع كون منافذ الشقة سليمة ولا يوجد بها آثار كسر، مرجحا أن يكون مرتكبو الجريمة من دوائر المقربين للضحايا.
واستمعت النيابة لأقوال صلاح المرسي رب الأسرة التي لقيت مصرعها، والذي يعمل مسئولا بإحدى إدارات شركة لإنتاج الصناعات الغذائية ومنتجات التخسيس بمدينة العبور، وهو الوحيد الذي نجا من الموت بعد أن غادر المنزل في حدود الخامسة مساء ذلك اليوم؛ لمباشرة بعض أعماله ثم ذهب لإحدى المقاهي لمشاهدة مباراة مصر، وترك زوجته وطفلتيه نائمات، وعاد في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، ليجدهن جثثا هامدة.
وتابع الأب في أقواله أنه فى الساعة الواحدة صباحا تلقى اتصالا هاتفيا من شقيقة زوجته، تسأله عن شقيقتها نظرا لاتصالها هاتفيا بها وعدم ردها، وأضاف أنه بعد الحديث انتابه القلق لتكراره الاتصال بزوجته وعدم إجابتها، فعاد مسرعا إلى المنزل، مشيرا إلى أنه فور دخوله الشقة توجه إلى غرفة طفلتيه فعثر على ابنتيه جثتين هامدتين وأسرع تجاه غرفته فعثر على جثة زوجته ملقاة بين السرير والدولاب واكتشف فقدان مبلغ ٣٠٠ ألف جنيه من دولاب غرفته، قيمة شقة ورثها عن والده منذ 15 يوما والمبلغ المسروق كان ثمن الشقة، فصرخ مستنجدًا بجيرانه: الحقوني مراتي وبناتي ماتوا، فأتى الجميع وشهدوا على فاجعة رب الأسرة، وما أن استجمع الزوج المكلوم قواه، اتجه بصحبة الأهالي للإبلاغ عن الجريمة في قسم شرطة بولاق الدكرور، فحفيدتا الفنان الراحل المرسي أبو العباس الذي اعتاد اصطحابهما لكواليس تصوير أعماله الفنية لن تُشرق عليهن شمس الصباح مرة أخرى.
وكانت نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، برئاسة المستشار محمد عمر، وكيل النيابة، قد استمعت أيضا لأقوال حارس عقار "مذبحة بولاق الدكرور"، حيث قال حارس العقار، إنه كان وقت الواقعة في إجازة عيد الفطر ببلدته في الصعيد، وأضاف: "كنت في إجازة العيد ومعرفش حاجة عن الحادث"، ومازال التحقيق والتحريات مستمرة لكشف غموض الحادث.