أخرهم مذبحة بولاق..جرائم حيرت الشرطة في فك لغزها

الجمعة 22 يونية 2018 | 11:42 مساءً
كتب : حسن سمير - محمود صلاح

«الشرطة في خدمة الشعب».. عبارة شهيرة طبقتها الأجهزة الشرطية في عملها، ورغم قوتها، وصمودها، إلا أن هناك بعض الشفرات التي يعجزون عن حلها، فيقابلهم كل حين وآخر جرائم سيطر الغموض على أنحائها، وليست ظاهرت الملامح حتى يستطيعون يتحديدها، فيطول الوقت كثيرًا حتى يتم تحديد مرتكبيها، الأمر الذي عانت منهم العديد من الأجهزة الأمنية في العديد من المناطق في شتى بقاع المحروسة، والتي تعد أخرهم واقعة بولاق الدكرور التي لازال الغموض يلعب الدور الأمثل فيها، ولا يستطيع رجال الشرطة، التوصل لهوية المجني عليه حتى الآن.

 

«بلدنا اليوم» تستعرض في تقريرها التالي، أبرز الجرائم التي حيرت الأجهزة الأمنية في فك لغزها..

 

مذبحة بولاق الدكرور

 

شهدت منطقة شارع العشرين بمنطقة بولاق الدكرور، جريمة مُفجعة، حيث تم العثور علي ربة منزل وطفلتيها، مقتولات في ظروف غامضة داخل شقتهن بالمنطقة.

 

تعود تفاصيل تلك الجريمة إلى أول أمس والتي جاءت بدايتها بورود بلاغ من تاجر سيارات إلى العقيد محمد غالب، مأمور قسم بولاق الدكرور، والذي قرر بأنه تلقى اتصالا هاتفيا من شقيقة زوجته تخبره بأن شقيقتها لا تجيب على الهاتف منذ مدة ما دفعه للعودة لمنزله في الواحدة صباحا بعد انتهاء مباراة مصر وروسيا ليعثر على زوجته و وأولاده مفارقين الحياة داخل مسكنهم بدائرة القسم.

 

رجال المباحث كثفوا من جهودهم، لمتابعة الحادث وكشف غموضه،  حول جميع المعارف والأصدقاء المقربين للأسرة، والذين يعلمون بوجود مبلغ كبير وقيمته 340 ألف جنيه في شقة الضحايا، ويعلمون ببيع الأب للشقة التي ورثها عن والده، ولذلك تم سؤال الأب حول جميع الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا على علم بعملية البيع، وعلى علم كذلك بوجود الأموال في الشقة.

 

 

الزوج الذي ما زال متأثراً بالصدمة أحيا قبل الحادث بيومين الذكرى السنوية الأولى لوفاة والدة الفنان الراحل المرسي أبو العباس، وكتب على صفحته الشخصية في فيسبوك يقول "الذكرى السنوية الأولى لوفاة والدي الفنان القدير المرسي أبو العباس، أسألكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة ونعيم القبر.

 

جثة مشوهة

 

أما تلك الواقعة لم يقل لغزها عن سابقيها، حيث عثرت قوات الأمن بمنطقة الخليفة على جثة شاب عشريني مشوهة، وتكثف الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من جهودها، لكشف ملابساتها.

وكان قسم شرطة الخليفة، قد تلقى بلاغا من الأهالي يفيد العثور على جثة لشاب ملقاة بأحد شوارع منطقة الأباجية وبها آثار تعد بالضرب المبرح بواسطة آلات حادة خاصة بمنطقة الرأس، كما توجد جروح قطعية بالوجه تصل لحد التشويه.

وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لشاب عشريني، مجهول الهوية، حيث إن الأجهزة الأمنية لم تعثر بحوزته على أي شيء يكشف هويته.

تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة التي أمرت بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة.

 

جثة الحي الراقي

 

أما الحي الراقي فشهد نهاية بشعة لشاب بعد العثور على جثته فى حالة تعفن داخل مسكنه.

بدأت الواقعة بتلقي قسم التجمع الأول، بلاغًا من الأهالى مفاده وجود انبعاث رائحة كريهة من أحد المساكن، وعلى الفور انتقلت قوات الأمن لمكان البلاغ، وعثر بداخل الشقة على جثة شاب بالعقد الثالث من عمره وبها عدة طعنات متفرقة.

تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق، التى بدورها أمرت بدفن الجثة بعد بيان الصفة التشريحية لكشف ملابسات الوفاة.

 

خبير أمني: الجرائم المجهولة لم تُغلق صفحاتها عند أجهزة الأمن

 

قال اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها لفك لغز الجرائم المجهولة لأن الجرائم التي تكون علي هئية حكاية «فزورة» أو لغز تكون بين يدي رجال المباحث لكشف الحقيقة، فعند حلها يُعتبر ذلك نجاحًا لرجال الشرطة، لأنهم يمثلون الرسالة التي أعطاها له الشعب للشعور بالأمان والطمأنينة.

 

وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أنه يوجد العديد من الجرائم التي لم تحل بعد، وقع عليها من الزمن عدة سنوات مؤكدًا أنه لم يكن هناك تقصيرًا من أجهزة الأمن أو التحريات، وأن هناك احتمالات في الواقعة حتى لا يُزج بالمتهم البرئ، ولأن الجاني محنك ومحترف وحريص في ارتكاب الجريمة حتى لا يقع في فخ الشرطة، ففي هذا الحال يظل الأمر معلقًا، إلى حين الانتهاء من التحريات لكشف طلاسم الواقعة.

 

وأكد «البسيوني» أن رجال المباحث لا يغلقون صفحات الجرائم المجهولة وأن هناك جرائم مضى عليها أكثر من سنة وتمكنوا الي فك لغزها والجناة أو تظل مجهولة لأنها لم تشير إلى أي دلائل أو قرائن خاصة بالواقعة.

 

أستاذ طب النفسي: مذبحة بولاق الدكرور ليست بسبب ضغوطات الحياة

 

قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم الإجتماع والطب النفسي، إن الجريمة البشعة التي حدثت في منطقة بولاق الدكرور، ليست نابعة عن ضغوطات الحياة أو تأثير حالات نفسية، بل هى جريمة مقصودة، لأن الزوج هو الذي أخطر رجال الشرطة بالواقعة، وأخبرهم أن أمواله سُرقت.

 

وأضاف فرويز في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»: طالما صحبت هذه الجريمة بسرقة، فهناك شكوك في الأب، ولا يقوم الزوج بقتل أولاده إلا إذا كان هناك شك في النسب، وهو الأمر الذي يدفعه لذلك، ولا يمكن إثبات هذه الجريمة إلا إذا وردت تصريحات أن الزوج كان على خلاف مع العائلة بسبب النسب، ولكن لا يمكن أن تكون هذه الجريمة من ضغوطات الحياة، لأن الزوج منذ أيام قليلة أخذ مستحقاته من ورث والده، ومعه أموال فهو ليس مضطرًا لفعل ذلك.

 

وأشار فرويز إلى أن الأقرب  للجريمة هو شخص قريب منهم جدًا، ويعرف تفاصيل حياتهم، ويعلم جيدًا أن لديهم أموالًا، لأنه لم يوجد كسر في أبواب أو أي نافذة في الشقة، فالقريب من دائرة الجريمة قد يكون شيققه أو أحد أفراد العائلة.

اقرأ أيضا