الحرب التجارية بين واشنطن وبكين بين «تقزم» اقتصاد الاتحاد الأوروبي.. والعزلة الأمريكية

الثلاثاء 19 يونية 2018 | 07:08 مساءً
كتب : محمد عطايا

يبدو أن لهيب الحرب الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، أصاب الاتحاد الأوروبي أيضًا، فتحولت القارة العجوز إلى مجرد مراقب يأمل بأن تؤل الأمور إلى صالحه، ولم يعد بإمكانه سوى خوض معركة يعلم جيدًا أنه لن يتمكن من خوضها للنهاية.

 

تصريحات وزارة التجارة الصينية، تؤكد وصول الحرب الاقتصادية إلى ذروتها بين القوتين العظميتين، بعدما ردت على تهديدات واشنطن بفرض رسوم جديدة على البضائع الصينية، بأن الولايات المتحدة بإثارتها لحرب تجارية، وانتهاك قواعد السوق، تضر بمصالح ليس البلدين فقط ولكن أيضًا، بالعالم أجمع.

 

وجاء في بيان وزارة التجارة الصينية، أن ما حدث هو إطلاق حرب تجارية من قبل الجانب الأمريكي، وانتهاك قواعد السوق لا يتفق مع اتجاهات العالم الحديث، ويضر بمصالح الشركات في البلدين، ويلحق الضرر بمصالح العالم كله.

 

وأعلن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في وقت سابق، أنه أصدر تعليماته بإعداد قائمة بالسلع الصينية بقيمة 200 مليار دولار، لإمكانية فرض رسوم إضافية بنسبة 10 بالمائة عليها، حال استمرت الصين في رفع الرسوم على المنتجات الأمريكية.

 

الرسوم الجمركية على الصلب

 

عانى الاتحاد الأوروبي من اشتعال الصراع بين الصين وأمريكا، خاصةً بعد فرض الولايات المتحدة ضريبة على الصلب، ما أدى في النهاية إلى أن لجأت القارة العجوز إلى العمل بالمثل، بعدما أكدت مصادر أن دول الاتحاد أيدت بالإجماع مطلع الشهر الجاري، خطة لفرض رسوم استيراد على منتجات أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو (3.3 مليار دولار) ردًا على الرسوم التي فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي في بداية الشهر الحالي.

 

بدورها، أقرت دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرون بالاجماع على إجراءات انتقامية بفرض رسوم جمركية مضادة على بعض المنتجات الأمريكية وذلك ردا على الرسوم التي فرضتها واشنطن على الصلب والالمنيوم.

 

وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن الإجراءات الأوروبية المضادة يمكن أن تدخل حيز التنفيذ في الـ 20 من يونيو الجاري قانونيًا لكن الاتحاد الأوروبي يمكن أن ينتظر حتى الأول من يوليو القادم ليكون الرد متزامنا مع رد كندا التي فرضت عليها أيضا الرسوم الأمريكية.

 

وتضم اللائحة الأوروبية عشرات المنتجات الأمريكية بعضها من العلامات الشهيرة على غرار الويسكي الأمريكي والدراجات النارية "هارلي ديفيدسون" في حين لا زالت هذه اللائحة تحتاج للمرور عبر المفوضية الأوروبية وهو إجراء شكلي.

 

وتم إرسال اللائحة إلى المنظمة العالمية للتجارة في الـ 18 من مايو الماضي تحسبا لقرار واشنطن وقد تطال القرارات الأوروبية منتجات أمريكية أخرى.

 

تعنت ترامب ومقاطعة الدول الأوروبية

 

تعنت ترامب في إصدار قرارت غير مدروسة، وضعه مع دولته في عزلة تامة، ظهرت في أكثر من موقف، خاصة بعد اجتماع الدول السبع منذ أكثر من أسبوع مضى.

 

كما أن البيان الختامي لقِمّة قادة الدول الصناعية السبع الكبرى، صدر وبه بعض النقاط التي أثارت حفيظة الرئيس الأمريكي، ما أدى إلى تهديد رئيس البيت الأبيض لحلفائه بفرض رسوم جمركية كبيرة عليهم، ولام رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متهماً إياه بأنّه «غير نزيه». واتهم مسؤول في البيت الأبيض ترودو بتوجيه «طعنة في الظهر» للولايات المتحدة.

 

وبعد ساعات ماراثونية من المفاوضات والصياغات، بالحد الأدنى من التوافق الهش، تأكّد إجماع على أنّ القمة انتهت بالفشل.

 

وأثار رد فعل ترامب غضب الحلفاء، فردّت باريس بأنّ «التعاون الدولي لا يمكن أن يكون رهنَ نوبات غضب»، واكتفت برلين بتأكيد التزامها ما ورد في البيان.

 

وسحب ترامب موافقته على البيان الختامي على رغم التسوية التي تم التوصل إليها بعد جهود شاقة حول القضايا التجارية. وكان الوفد الأميركي، وعلى رأسه ترامب، وافق على هذه الوثيقة التي تتضمن 28 نقطة خاضت مجموعة السبع مفاوضات شاقة لإقرارها.

 

وبرّر ترامب «ضربته» لحلفائه بتصريحات رئيس الوزراء الكندي في المؤتمر الصحافي الختامي والتي وصف فيها فرض واشنطن رسوماً جمركية على وارداتها من بلده ومن أوروبا من الألمونيوم والفولاذ بأنّها «مهينة».

اقرأ أيضا