يسعى المسلمون جميعًا في العشر الأواخر من رمضان لإدراك ليلة اعتبروها بمثابة خير من ألف شهر، يحاولون البحث عنها في الليالي الوترية بالعشر الأواخر، يخرجون للمساجد للصلاة والدعوات والاحتفال بها، واختلف هذا الاحتفال على مستوى العالم بين المسلمين السنة، لكن الغريب في الأمر أنّ الشيعة يسعوا أيضًا للبحث عنها ، بالرغم من كونهم لايصلون ولا يرون صلاة التراويح، ولكنهم اختلفوا في طريقة الاحتفال بها، حتى أنّ الكثيرين من المسلمين السنة أخفى عليهم احتفال الشيعة بتلك الليلة المقدسة .
فيلتزم الشيعة ببعض الطقوس الخاصة بها حسب اختلاف الطائفه، فمنهم من يضع القرآن على رأسه ويدعوا إلى الله، ومنها من يلتزم بالاغتسال عقب غروب الشمس ، ثم يصلون ركعتين ويقرأون فى كل واحدة منهما سورة الإخلاص ٧ مرات، وبعدها يرددون قول "استغفر الله وأتوب إليه" 70 مرة، وتلتزم مجموعة منهم بزيارة الحسين والصلاة به حتى الفجر.
ومن جانبه قال عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتاوي السابق، إن المذاهب الشيعية ليست كلها منحرفة بل كان هناك مذاهب منها تُدرس في الأزهر، إلى جانب وجود جماعة منهم لا تختلف عن السنة، مشيرًا إلى أن الاحتفال بليلة القدر ما هو إلا إحياء لسنة الاعتكاف في المساجد ، فهو بمثابة سنة قديمة أقرّها الإسلام، لإعطاء المسلم شحنه إيمانية فلا يوجد اختلافات كثيرة للاحتفال بذاك اليوم فجميعها تصب في قراءة القرآن والذكر حيث أن ثواب تلك الليلة يُعادل عبادة 83 سنه وأربع أشهر.
وأضاف "الأطرش" أن ليلة القدر مُختلف عليها من حيث المعتاد فقال الرسول التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان أي الأيام الفردية، وإنما جمهور العلماء أجمع علي أنها ليلة 27 ولكنها ليست ملزمة بها، فالله أخفى تلك الليلة كما أخفي ساعة الاستجابة ليلة الجمعة والصلاة الوسطى بين الصلاوات حتي لا يتكاسل المسلمون في العبادة لعلهم يصادفونها.
وفي نفس السياق ذكر الشيخ على محفوظ ، أحد علماء الأزهر قائلًا" أنه لا يوجد خلاف كبير بين السنة والشيعة فمن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر هو الالتزام بالطاعات وعمل الصالحات وخاصّة في مواسم الطاعات والأيام، وتظهر أهميّة هذه الليلة لمن أقامها وأدّاها كما يريد الله أن تغفر ذنوبه وإعطائه ما تمنى، لذا بالرغم من اختلاف بعض العقائد بين السنة والشيعة لكنّهم اتفقوا على تلك الليلة وقيامها.