أشاد برلمانيون بقسم رئيس وزراء إثيوبيا أمس، بعدم المساس بحصة مصر في مياه نهر النيل، أمام الرئيس السيسي، مؤكدين أن ذلك يعكس مدى حسن النوايا، ولكنهم في الوقت نفسه طالبوا بضرورة أن تكون الدراسات الفنية للسد هي الفيصل في هذا الأمر، مؤكدين أن الرئيس السيسي وأجهزة الدولة بذلت جهدًا كبيرًا في هذا الملف، لكن يجب علينا أن نكون مستعدين بخطط بديلة لأي ظروف طارئة.
بدوره، أثنى حزب المؤتمر، على القضايا التي تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بقصر الاتحادية، مؤكدًا أن هذه المباحثات كانت ناجحة وحققت جميع أهدافها لصالح الدولتين وأكدت على عمق العلاقات التاريخية بين القاهرة وأديس أبابا وأنها يمكن أن تساعد في تجاوز أي خلافات بين البلدين.
وأكد الحزب، في بيانٍ له، أصدره اليوم برئاسة الربان عمر المختار صميدة، رئيس الحزب، على أهمية التصريحات الواضحة والحاسمة من رئيس وزراء إثيوبيا حول ملف سد النهضة، وأن مصر لن تُضار منه، وأنه سيتم زيادة حصة مصر المائية من مياه النيل ليتم حسم هذا الملف، إضافة إلى أن رئيس وزراء إثيوبيا أقسم على ذلك بالله استجابة للرئيس السيسى وحتى يطمأن الشعب المصرى العظيم بجميع اتجاهاته السياسية والحزبية والشعبية وهو ماحدث بالفعل لدى جموع المصريين.
واختتم الحزب بيانه، مؤكدًا أن تطابق وجهتي النظر بين القاهرة وأديس أبابا حول مختلف القضايا الأفريقية والإقليمية والدولية هو دليل على نجاح مباحثات الرئيس السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد وبما يعود بالنفع على مصر وإثيوبيا قيادة وحكومة وشعبًا.
أما الدكتور محمود يحيى، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب ووكيل الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن، قال إن حديث رئيس وزراء إثيوبيا وقسمه على عدم المساس بحصة مصر في مياه النيل أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر مرحب به ومن خلاله يبدي نيه طيبه لما قادم، متمنيًا أن يكون هذا التصريح عن قناعة، وليس مناورة سياسية.
وأضاف عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب لـ "بلدنا اليوم" أن يجب علينا ألا نأخذ كلامه بالنوايا فقط وإنما علينا أن نحاط وأن نلجأ إلى الدراسات الفنية التي تحدد مدى آثار السد على مصر، مشيرًا إلى أن الجانب الأثيوبي قد يكون مخططًا على أن يلعب على عامل الوقت فطالما السد مستمر في البناء دون توقف فهذا في مصلحتهم.
وتابع وكيل الهيئة البرلمانية بحزب مستقبل وطن، أن حصتنا كانت 55 مليار عندما كان عدد السكان عشر العدد الحالي وهي حاليًا لا تكفي مصر وهم يرون أننا نأخذ أكثر من حقنا، مؤكدًا أن مصر لا تقف في طريق تنمية دول إفريقيا وخصوصًا دول حوض النيل، ولسنا ضد سد النهضة في حد ذاته إنما ما يهمنا هو حصتنا في مياه النيل، مشيرًا إلى أن الجانب الإثيوبي دائمًا ما يؤكد على أنه لا ضرر على حصة مصر في مياه النيل، لكن عندما ننظر بشكل عملي سنجد أن الدراسات الفنية تؤكد وجود ضرر.
وأكد النائب إبراهيم عبد الوهاب عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن ملف سد النهضة هو أحد الملفات التي بذل فيها الرئيس السيسي ورئيس المخابرات العامة مجهودات كبيرة جدًا، مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير جدًا من الدول الإفريقية التي ساندت مصر.
وأضاف عضو لجنة العلاقات الخارجية، أن الأهم حاليًا أن يلتزم الجانب الأثيوبي بالتعهدات التي أقرتها إثيوبيا لمصر، والأمر الثاني أن يكون لدى مصر خطط بديلة لمياه النيل مثل تحلية المياه البحر، إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، حيث يجب أن نفكر في حلول مختلفة تفاديًا لأي مشكلة محتملة.
وتابع عبد الوهاب أن مسئوليتنا حاليًا، تكمن في تأمين مستقبل المياه للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن مصر عليها أن تقوي صلتها بأفريقيا من جديد عبر إنشاء جامعات ومراكز بحث علمي تحقق علاقات جيدة معهم، وتضمن لنا أن يلتزموا بوعودهم لنا.