تحقيق: علا سويلم _ سارة أبو شادى _السيد موسى _ تصوير أحمد حسن«قرية السماحة» اشتهرت تلك القرية قديمًا أو كما تناقلتها وسائل الإعلام أنّها قرية المطلقات والأرامل فقط، بمعنى أنّها لا يسكنها سوى السيدات، لكن وبعد عشرين عامًا من إنشاءها، اكتشفنا أنّ ما يدور حول كونها للسيدات فقط ما هو إلّا خيال ولا يمت للواقع بصلة، تلك القرية التى أصبحت غالبية منازلها مهجورة لا يعيش بداخلها أحد، فالأهالى الذين استلموها من الحكومة قديمًا هجروها فيما بعد فأصبحت منازل القرية ما بين المغلق والمؤجر لأشخاص من خارجها.قرية السماحة إحدى قرى مشروع وادى الصعايدة، هذا المشروع الذى يعد أحد المشاريع القومية لاستصلاح الأراضى الزراعية بمحافظة أسوان، وتتبع القرية مركز إدفو الواقع بجنوب غرب محافظة أسوان، الذى بدأ عام 1997، ويبعد عن مدينة أسوان حوالى 125 كم، ويضم المشروع 6 قرى هى قرية الشهامة وقرية عمرو بن العاص وقرية الإيمان وقرية السماحة وقرية الإشراف وقرية النمو، ويهدف مشروع قرى وادى الصعايدة بمركز إدفو إلى زراعة واستصلاح 24 ألف فدان للمنتفعين وشباب الخريجين.القرية لم تكن قريبة من بعضها، كما يتوقع الكثيرون، فالسماحة تبعد حوالى 10 كم عن أقرب قرية لها، وهى الشهامة.طرق غير صالحة، ومياه صرف زراعى، وعدم وجود مياه شرب، هكذا كان الحال فى قرية السماحة، فمن استلمها قديمًا من أهلها لم يتحمل المعاناة التى بداخلها، ليقرروا الهرب منها، وترك الكنز الذى وضعته الدولة فى يدهم.أمّا المسؤولون عن القرية فقد حملوا الأهالى مسؤولية المعاناة التى يعيشونها، فالقرية قد أسست للاعتماد على الرى بالتنقيط، خاصة أنّ المكان لا يوجد به مصدر للرى سوى مصرف على أطراف القرية، لكن وبعد سنوات قليلة اعتمد أهالى القرية على الرى بالغمر، ولأنّ منسوب المياه فى المصرف كان أعلى من القرية بأكملها، فانهمرت المياه بشوارع السماحة وغرقت القرية وعدد من منازلها واستمر الحال هكذا، حتى قرر الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى زيارة أهالى هذا الوادى، حينها قرر المسؤولون عن القرية حل مشكلة المياه من خلال جلب رمال وحجارة من الصحراء ومحاولة رفع شوارعها، لكن فهذا لم يكن سوى حل وقتى والمشكلة ما زالت قائمة.الكارثة الكبرى أنّ أهالى تلك القرية الصغيرة، الذين لم يتجاوز عددهم الـ300 شخص، قد هجر غالبيتهم وتركوا المنازل، البعض أجر مسكنه وأرضه والآخر باع وترك، فالقرية لا يوجد بها أى شبكات للصرف أو المياه، حتى إنّ المياه تصل للأهالى عن طريق صنابير مياه تسحب المياه من المصرف الزراعى، أمّا مياه الشرب فإنّ الوحدة المحلية تحملها إليهم كل يوم أو حتى 3 أيام أسبوعيًا.حال قرية السماحة لا يُرثى لها، أهالى تعيش وسط الثعابين والعقارب، دولة تركتهم فى وادى أقل ما يقال عنه مهجور، لا يوجد به سوى مبنى للوحدة المحلية أو الجمعية الزراعية، تم استخلاص دور بها ليصبح مقرًا لمدرسة يتعلم من خلالها أبناء القرية، لكن للمرحلة الابتدائية والإعدادية، ولذلك فالتعليم لدى أهالى تلك القرية وتحديدًا البنات فقط على تلك المرحلة، فلم يأمن الأهالى ذهاب بناتهم إلى القرية المجاورة حتى ولو كان للتعلم.اقرأ تكملة التحقيق من هنا.. ◄أُسرة أُجبرت على العيش بين العقارب والثعابين: هياخدوا الأرض مننا◄فتاة «الدبلوم» تعالج المرضى في «السماحة»: أحسن ما الناس تموت◄وكيل وزارة الصحة بأسوان: مستوصف السماحة يتبع «الزراعة» فقط◄أمٌ تشتكي الأهوال في السماحة: لولا قلة المال لهربنا من الجحيم◄الحاج ممدوح.. غريبٌ في قرية الموت: المصلحة أتت بي لتلك البلدة◄مسئول بالسماحة يهاجم نفسه: الصحة لاتستجيب.. ونساعد المحتاجين بـ«البط»◄«الزراعة» تنفي الواقع: لاتوجد مشاكل في السماحة
السماحة.. أوجاع نساء رافقن العقارب والثعابين دون الرجال في أقصى جنوب مصر
الاثنين 05 مارس 2018 | 04:52 مساءً
اقرأ ايضا