أكد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووزير الأوقاف، أن مصر ترفض بشكل حاسم أي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني أو الالتفاف على قضيته العادلة، مشيرًا إلى أن الدعم المصري للفلسطينيين ثابت لا يتبدل، ويأتي انطلاقًا من إيمان راسخ بحقهم المشروع في التمسك بأرضهم.
وشدد الأزهري على أهمية توحيد الجهود العالمية من قبل القيادات الدينية والعقول الحكيمة بمختلف توجهاتها الدينية والثقافية، من أجل مناهضة الظلم، وبث روح العدالة، ونشر السلام في ظل عالم يعاني من تصاعد الأزمات والنزاعات.
جاءت تصريحات الوزير خلال لقائه وفدًا دوليًا رفيع المستوى من منظمة "كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط" الأمريكية، وذلك بمقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة.
تعزيز جسور التعاون بين الأديان
ورحب الوزير بالوفد، مثمنًا الدور الذي تلعبه المنظمة في دعم قيم التعايش السلمي، ونشر ثقافة الحوار، ومناهضة العنف بكل أشكاله، مؤكدًا أن هذا النوع من اللقاءات يرسّخ مفاهيم الأخوة الإنسانية، ويعزّز جسور التعاون بين الأديان من أجل خير البشرية.
وأشار الأزهري إلى أن زيارة الوفد تزامنت مع قمة ثلاثية مهمة استضافتها مصر، وجمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لمناقشة سبل التهدئة ووقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ومجابهة التهجير القسري بحق الفلسطينيين.
وأكد الوزير خلال اللقاء على أهمية إعادة الاعتبار لمفهوم "القدسية" الذي تحمله الأراضي المقدسة، بحيث يشمل احترام الإنسان والمكان والزمان، انطلاقًا من تعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) التي تكرّس هذه القيم.
وأعرب أعضاء وفد "كنائس من أجل السلام" عن امتنانهم الكبير لمواقف مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ودورها الريادي في الحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة، ومناهضة الاحتلال والاستيطان.
وأكدوا رفضهم الشديد للانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ورفضهم لسياسات التهجير القسري التي تهدد وجوده وحقوقه.
وأشاد الوفد بالتنسيق المستمر مع وزارة الأوقاف، معربين عن أملهم في توسيع مجالات التعاون بين المؤسسات الدينية المؤمنة بالسلام والتعايش، لمواجهة خطاب الكراهية، وحشد الجهود العالمية لنصرة المظلومين وإرساء العدل.
واتفق الجانبان على أهمية استمرار العمل المشترك، وتكثيف التنسيق بين المؤسسات الدينية والجهات الفاعلة دوليًا، من أجل دعم القيم الإنسانية المشتركة، وتقديم صوت الحكمة كبديل عن العنف والتطرف، وبث الأمل في نفوس الأجيال الحاضرة والقادمة.



