الأهالي: لا أحد من المسؤولين يتحرك.. والكل يُلقي المسؤولية على غيره!
الأهالي: ذهبنا إلى المجلس فقالوا إنها مسؤولية الطب البيطري، وعندما ذهبنا إلى الطب البيطري قالوا إن الشرطة لم توفر الخرطوش.. فماذا نفعل؟ نقتلهم بأنفسنا؟
المسؤولون: المشكلة على طاولة الحل.. وقريبًا سيتم التخلص منها نهائيًا
باتت ظاهرة الكلاب الضالة إحدى الظواهر التي تهدد حياة المواطنين بصورة غير طبيعية في جميع ضواحي الإسماعيلية، حيث تفاقم الإهمال إلى حد لم يعد يُطاق، حتى وصل الأمر إلى انتشار الكلاب المسعورة في الأحياء، سواء كانت مناطق عشوائية أو راقية، فلا تفرّق بين كبير وصغير، ولا بين غني وفقير، وربما تكون هذه هي "الحسنة الوحيدة" في وجودها: المساواة!
لم يعد وجود الكلاب الضالة "ظاهرة" كما كان الحال منذ أكثر من ستة أعوام، بل أصبح جزءًا من الواقع اليومي، إذ اعتاد المصريون سماع أخبار عن أشخاص تعرضوا للعقر، أو امرأة خرجت للتسوق فهجم عليها كلب ونهش قدميها! إنها مأساة بكل المقاييس، لا يمكن لأحد أن يتحملها، والحكومة لا تزال عاجزة عن إيجاد الحل. فبعد إصابة أكثر من طفل خلال أسبوعين متتاليين في منطقة القصاصين وضواحيها، لم يتحرك أحد، والمواطن المصري وحده هو الذي يدفع الثمن.
جولة ميدانية لرصد المعاناة
انطلقت "بلدنا اليوم" في جولة ميدانية داخل شوارع المدينة لرصد حجم المعاناة التي يواجهها الأهالي مع انتشار الكلاب الضالة، في محاولة للبحث عن حل يحفظ أرواح المصريين من "عض الكلاب".
في البداية، يقول عبد الناصر علي مصطفى، أحد سكان منطقة المساكن: "الكلاب الضالة انتشرت بشكل كبير في منطقتنا، خاصة بالقرب من مدرسة القصاصين الثانوية، وأصبحت تشكل خطرًا على تلاميذ المدارس والأطفال الصغار الذين يقطنون في العمارات السكنية. الأمر لم يعد مجرد إزعاج، بل أصبح تهديدًا حقيقيًا".
وأضاف: "خاطبت مجلس المدينة أكثر من مرة، وأرسلت عدة فاكسات لإبلاغهم بمدى خطورة المشكلة، لكن لم يحدث أي تحرك لحلها، بل إنها تتفاقم يومًا بعد يوم".
جانب من هجوم الكلاب الضالة علي الاطفال ومواطنين في الاسماعيلية
واشار محمود البلبيسي "مواطن"، لا أعتبر ما يسمي بالقتل الرحيم لهذه الكلاب حلاً، فقتلها بإطلاق النار عليها وتسميمها هو عمل غير إنساني، فالكثير منها يصاب بجروح فقط ويترك ليموت موتًا طويلاً مؤلماً، كما أن السم يسبب ألماً شديداً لها، والحل هو في احتجازها في أقفاص وتعقيمها وهناك بعض الكلاب التي يعاد تأهيلها وتطعيمها ووضعها في بيوت جديدة، وخاصة تلك التي هجرها أصحابها.
وتابع احمد عبد الحى" موجه بالتربية والتعليم"، ان منطقة حي الزهور اصبحت مأوى كبير للكلاب والتي يصبح اكبر تجمع لهما في هذه المنطقة، الأمر الذى استدعانا لمخاطبة جميع مسئولين المحافظة خوفاً منا على أبنائنا الصغار من الخروج ليلاً في الشوارع حتى لا يتعرض احدهم للأذى، خلاف اصوات الكلاب المزعجة يومياً والتي ترعب الأطفال، حيث يخرجوا يومياً أصواتاً غريبة تشبه أصوات الذئاب، لذا نترك الأمر لمسئولي الطب البيطري والشرطة بحماية ارواحنا وارواح اطفالنا من تلك المخاطر قبل ان تتسبب تلك الكلاب بوقوع كارثة كبرى لا نعلم مداها.
جانب من هجوم الكلاب الضالة علي الاطفال ومواطنين في الاسماعيلية
وقال مهاب عبد المقصود، أن هذه الظاهرة وباء لابد من القضاء عليه في اقرب وقت لأنها تساعد علي مظهر غير حضاري بالمدينة، وتقوم بترويع المواطنين وخاصة الأطفال وتساعد علي نقل الأمراض، مناشداً بالتخلص منها بأي طريقة، وذلك لمظهر المدينة الحضاري، وتعد تلك الظاهرة انعكاسا طبيعياً علي مشكلة إلقاء القمامة في الشوارع وإغفال المجالس المحلية في حل مشكلة تجمع القمامة بشكل يومي وفعال، حيث يقتصر دورها علي وضع صناديق في أماكن غير مخصصه بعيداً عن يد المواطن، مطالباً بتوفير رجل الشرطة "السماوي" للقضاء على تلك الظاهرة.
واستكمل عاطف نصار "موجه بالتربية والتعليم، انه يوجد عدد كبير من الكلاب بمنطقة المساكن وهى تراود الأطفال وخاصة بعد غروب الشمس، حيث لا نأمن على أطفالنا واولادنا، ويتطلب ذلك وجود شخص كبير مع الأطفال لخروجهم او نزولهم للعب بالشارع، والغريب اننا نسمع بصفة دورية أصوات الأطفال وصريخهم ونحن في المنازل، والانتشار الكبير للكلاب في الشارع، أصبح مصدرًا للإزعاج بعد تعرض الأطفال لحوادث العقر"، مطالبًا المسئولين بحل تلك المشكلة.
جانب من هجوم الكلاب الضالة علي الاطفال ومواطنين في الاسماعيلية
وناشد إكرامي حلمى" مدير العلاقات العامة بشركة 6 أكتوبر"، مسئولو الطب البيطري ومديرية الأمن بالتعاون مع مجلس المدينة لحل تلك المشكلة نهائياً رحمة بأطفالنا وابنائنا، بأن هذه الظاهرة تهدد أطفالنا وتسبب لهم حالة من الصرع، وكذلك الأمهات وكبار السن وانتشار هذه الظاهرة في "المقابر" تعوق السير في منتصف الليل، ولابد من وجود فرد من أفراد الشرطة للقضاء علي هذه الظاهرة والتي تسبب انهيار أطفالنا مما تصيبهم بالضغوط العصبية منذ الصغر.
وقال الدكتور تامر فرج، ان الكلاب قد انتشرت بصورة غير حضارية بمنطقة الوابورات، مشيراً إلى أن اعدادها اصبحت كبيرة جداً بطريقة أصبحت تشكل خطراً على المواطنين سوآءا من الناحية الصحية لمساهمتها في نقل الأمراض او من خلال حالات العقر للمواطنين خاصة الأنواع المسعورة فيها، وثانياً أنها تشكل خطراً على حياة الأطفال وحالة رعب للمواطنين، وثالثاً استنزاف لموارد الدولة والتي تتمثل فى استهلاك أعداد كبيرة من مصل الكلب في المستشفيات، حيث أنها العلاج الوحيد لحالات "العقر"، ونديم تجاهل مديرية الطب البيطري والأجهزة المعنية فى عدم تعاملهم الجاد والحاسم فى ظاهرة الكلاب الضالة التي انتشرت مؤخراً وذادت عن الحد.
واوضح المحاسب مدحت عباس رئيس مركز ومدينة القصاصين، انه قد تم التنسيق بين الوحدة المحلية لرئاسة المركز والمدينة ومديرية الطب البيطري، لإمكانية توفير مادة "سولفات الإستركنين" الخاصة لعملية مكافحة الكلاب الضالة، وجارى التنسيق معهم بطريقة فعالة لتوفير تلك المادة لبدء الحملة وفى حالة توافر المادة فى الوقت الحالي سوف تقوم الوحدة المحلية بكافة إمكانياتها وكافة السبل لتوفير المادة لبدء الحملة فوراً فى المكافحة فى القريب العاجل، مشيراً إلى أنه سيتم مقاومة الكلاب الضالة الساكنة فى الأماكن الجبلية والتي ترهب المواطنين والأهالي والبعض منها يبدأ بالنزول فى المناطق السكنية.







