طالب الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إطلاق النار في السودان وفرض هدنة فورية تحت إشراف دولي، مؤكدًا أن استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ قرابة عامين يهدد بانهيار كامل للدولة السودانية، ويُعرض أمن واستقرار المنطقة بأكملها للخطر.
وأوضح النائب أن التطورات الأخيرة في السودان، وعلى رأسها السيطرة على القصر الرئاسي والمناطق الحيوية في العاصمة الخرطوم، تعكس تحولا كبيرًا في مسار الحرب، لكنها لا تعني بالضرورة اقتراب نهايتها، بل تُنذر بتصعيد أكثر تعقيدًا قد يدفع ثمنه المدنيون.
وأكد "محسب" أن مصر تتابع الأزمة السودانية عن كثب، وتؤكد باستمرار دعمها الكامل لوحدة السودان وسلامة أراضيه، مشيرًا إلى أن استقرار السودان يُعد جزءًا لا يتجزأ من استقرار الأمن القومي المصري والعربي، ولا يمكن فصله عن منظومة الأمن الإقليمي.
إطلاق حوار وطني شامل
واقترح وكيل لجنة الشئون العربية خارطة طريق للخروج من الأزمة، تتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وهدنة عاجلة تُشرف عليها أطراف دولية محايدة، تفتح المجال أمام مفاوضات سياسية جادة، مع تقديم ضمانات حقيقية لالتزام جميع الأطراف بها. كما شدد على ضرورة إطلاق حوار وطني شامل يجمع كافة القوى السياسية والمجتمعية السودانية، من أجل التوصل إلى توافق على مستقبل البلاد بعيدًا عن لغة السلاح والعنف.
وفي السياق ذاته، دعا النائب أيمن محسب إلى تحرك إقليمي ودولي أكثر فعالية، وعلى رأسه الدور المصري والعربي، لمنع سقوط السودان في قبضة صراعات خارجية، مؤكدًا ضرورة حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، لضمان وصول الإغاثة إلى المتضررين في مختلف المناطق المنكوبة.
وحذر محسب من خطورة التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراع وتطيل أمد الأزمة، مشددًا على أن الحل السلمي هو الخيار الوحيد لإنقاذ السودان وضمان مستقبله، داعيًا جميع الأطراف السودانية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية، والعمل على إنهاء الحرب التي أودت بحياة الآلاف وأدت إلى كارثة إنسانية حقيقية.
وختم محسب تصريحه بالتأكيد على أن مصر لن تدخر جهدًا في دعم أي مسار يقود إلى حل سياسي شامل، يحفظ السودان وشعبه، ويضع نها،ية لهذه الحرب المدمرة.