قالت الصحفية والباحثة السياسية عبير بسام، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن استقرار الدول تحكمه الأنظمة الأمنية العميقة، مشيرةً إلى أن أي انقلابات جزئية لا تؤدي بالضرورة إلى تغيير جذري في سياسات الدول، طالما أن مؤسسات الأمن القومي والمخابرات ووزارات الدفاع لا تزال قائمة.
عبير بسام: صراع بن غفير و"الشاباك" يعكس أزمة أعمق في إسرائيل
وأضافت بسام أن التجربة التاريخية تثبت ذلك، حيث أوضحت أن الإنقلاب على الرئيس المصري السابق حسني مبارك لم يؤثر بشكل جوهري على استقرار النظام، الذي أعاد ترتيب نفسه، في حين أن ما حدث في سوريا والعراق وليبيا كان إنقلابًا على النظام العميق، ما أدى إلى فوضى كبرى في هذه البلدان.
مواجهة بن غفير والشاباك خلاف سياسي أم أزمة أعمق؟
وأشارت بسام إلى أن المواجهة الدائرة بين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وجهاز الشاباك لا تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الأمني في إسرائيل، طالما أن الأجهزة الأمنية لا تزال تسيطر على زمام الأمور.
وأكدت أن جوهر الخلاف لا يتعلق فقط بالمواجهة بين جهاز أمني وشخصية سياسية، بل يرتبط بصراع أوسع داخل دولة الإحتلال بين التيارات العلمانية والمتدينة.
وأضافت أن هذا الخلاف قد يؤدي إلى خلخلة في القيادة السياسية، لكنه لن يغير طبيعة النظام الأمني الإسرائيلي، القائم على العنصرية والاستيطان والإحلال، وهو ما لم يتغير حتى اليوم.
الصراع الحقيقي الأمن الإسرائيلي في الداخل والخارج
ولفتت بسام إلى أن الانقسامات الداخلية في إسرائيل لا تعني بالضرورة إندلاع حرب أهلية، بل إن الخطر الحقيقي يكمن في فشل الدولة العميقة في تحقيق الأمن مع الخارج، وهو ما يعد الركيزة الأساسية التي وُعد بها اليهود في فلسطين.
ونوهت إلى أن جوهر الخلافات داخل المؤسسات الأمنية الإسرائيلية يتمحور حول التعاطي مع الضفة الغربية، إذ إن التصعيد العسكري في غزة بات أمرًا مفروغًا منه، لكن التوتر المتزايد في الضفة يشكل تحديًا أمنيًا أكبر.
وأوضحت أن هذا التوتر يعكس الخلاف بين الأجهزة الأمنية التقليدية وبين المتطرفين الجدد، مثل بن غفير، الذين يسعون إلى فرض سياسات أكثر تشددًا تجاه الفلسطينيين.
وإختتمت بسام حديثها بالتأكيد على أن مستقبل الإستقرار الإسرائيلي مرتبط بقدرة النظام الأمني على ضبط الصراعات الداخلية، مع الحفاظ على سياسة قمع الفلسطينيين، وهو ما يجعل الأوضاع في الضفة الغربية عنصرًا رئيسيًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة داخل دولة الاحتلال.