في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، لفت السيد هاني، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والمتخصص في الشؤون الدولية، إلى أن الإدارة السورية الجديدة التي حظيت بدعم إقليمي ودولي واسع تواجه تحديات داخلية تهدد استقرارها.
وأوضح أن هذه التحديات تأتي في وقت تعمل فيه الحكومة الجديدة على إعادة بناء مؤسسات الدولة وترسيخ الاستقرار، إلا أن محاولات إشعال الفوضى لا تزال مستمرة.
تصاعد الإشتباكات في اللاذقية وطرطوس
وأشار السيد هاني، إلى أن أخطر ما تواجهه الإدارة الجديدة هو الملف الأمني، مؤكدًا أن الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، وخاصة في اللاذقية وطرطوس، شهدت اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين.
وأضاف أن الجماعات المسلحة، التي تضم عناصر من فلول النظام السابق، نجحت في تنفيذ كمائن استهدفت القوات الأمنية، مما اضطر القيادة في دمشق إلى إرسال تعزيزات إضافية من إدلب وحلب وحماة لاستعادة السيطرة.
الوضع الأمني في الساحل
وأكد السيد هاني، أن السلطات فرضت حظر تجوال في بعض المناطق المضطربة، إلا أن الوضع الأمني لا يزال هشًا، خاصة في المناطق ذات الغالبية العلوية مثل "القرداحة"، مسقط رأس عائلة الأسد. وشدد على أن الإدارة الجديدة بحاجة إلى اتخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة لضمان الاستقرار في هذه المناطق ومنع أي محاولات لإثارة الفوضى.
إيران في دائرة الاتهام
وأوضح السيد هاني أن الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الإدارة الجديدة تحظى بدعم خارجي، مشيرًا إلى أن أصابع الاتهام تتجه نحو إيران، التي تعد الخاسر الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف أن بعض المسؤولين الإيرانيين سبق أن أعلنوا أن سوريا لن تستقر تحت الحكم الجديد، مما يعزز الشكوك حول دور طهران في تأجيج الصراع.
عوامل تدعم انتصار الإدارة الجديدة
وفيما يخص مستقبل الإدارة السورية الجديدة
شدد السيد هاني على أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية ستساعدها على تجاوز التحديات الأمنية والانتصار في مواجهة الجماعات المسلحة
الدعم الشعبي: حيث أكد أن الشعب السوري يظهر تأييدًا واسعًا للإدارة الجديدة، وهو ما انعكس في المظاهرات التي خرجت في دمشق ومدن أخرى دعمًا لها.
التأييد العربي والدولي: وأشار إلى أن معظم الدول العربية، وعلى رأسها مصر، أعلنت دعمها للإدارة الجديدة ووحدة سوريا، إلى جانب تأييد واضح من روسيا والاتحاد الأوروبي.
تماسك الأجهزة الأمنية والعسكرية: أكد السيد هاني أن وحدة وتماسك المؤسسات الأمنية والعسكرية خلف القيادة الجديدة يعد عاملًا حاسمًا في استعادة الاستقرار وإنهاء التمرد المسلح.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإدارة السورية الجديدة لديها القدرة على تجاوز هذه التحديات، مشيرًا إلى أن الدعم الداخلي والخارجي يشكل ركيزة قوية لتعزيز الاستقرار وإعادة بناء الدولة.