أكد فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن العقل والنقل لا يتعارضان، بل يكمل كل منهما الآخر، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد كليهما.
الدين يمثل الأساس
وأوضح أن الدين يمثل الأساس، بينما العقل يعمل كبناء فوق هذا الأساس، مما يعني أن البناء لا يستقيم دون قاعدة راسخة.
جاءت هذه التصريحات خلال حديثه اليومي في برنامج "حديث المفتي"، الذي يُعرض عبر قناتَي dmc والناس خلال شهر رمضان.
العقل يتمثل في تدعيم القضايا العقدية
وأشار فضيلته إلى أن دور العقل يتمثل في تدعيم القضايا العقدية، وعلى رأسها إثبات وجود الله تعالى، فالعقل والوحي يتكاملان لتحقيق الهداية واليقين.
وأكد أن هناك "رسولين" في حياة الإنسان: أحدهما ظاهر وهو الوحي، والآخر باطن وهو العقل، وكلاهما يسهم في تحقيق التوجيه الصحيح.
وأضاف فضيلة المفتي أن العقل يُستخدم في فهم النصوص الشرعية واستيعاب مقاصدها، لذا قيل إن "العقل قائد، والدين سند، فلا استقامة للعقل بلا دين، ولا استمرارية للدين بلا عقل"، وهذا التوازن بين الاثنين يؤدي إلى نور الهداية، كما ورد في قوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ} [النور: 35].
كما أوضح أن القضايا الغيبية التي تشكل أساس العقيدة الإسلامية، مثل الإيمان بالله والرسل والملائكة والكتب السماوية والقضاء والقدر، قد تعجز العقول عن إدراكها بشكل كامل، إلا أنها تستند إلى الوحي في تصديقها، وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في قوله: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، مما يعزز أهمية الوحي في إكمال دور العقل وتحقيق الطمأنينة واليقين.
وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية تعطي مكانة مرموقة للعقل، حيث يُعتمد عليه في القياس، الذي يعد أحد مصادر التشريع، كما أن العقل قادر على إزالة اللبس الذي قد يبدو في بعض النصوص، من خلال البحث عن أسبابها ومقاصدها.
الله أنعم على الإنسان بكتابين
واختتم فضيلة المفتي حديثه بالتأكيد على أن الله أنعم على الإنسان بكتابين: أحدهما مسطور وهو القرآن الكريم، الذي يحوي دلائل متعددة على وجود الله، والآخر منظور وهو الكون، حيث تجسد كل مخلوقاته آيات عظيمة تدل على الخالق، وبالجمع بين هذين المصدرين، يتحقق اليقين والإيمان التام بوجود الله عز وجل.