تحت عنوان "التكنولوجيا الحديثة بين التأثير السلبي والاستخدام الآمن"، نظمت مدرسة أولاد إبراهيم الابتدائية بأسيوط ندوة توعوية مساء الخميس حول مخاطر الميديا على الأطفال، بمشاركة حمدي سعيد، وكيل وزارة الإعلام ورئيس الإدارة المركزية لإعلام شمال ووسط الصعيد، والدكتور أحمد مصطفى علي أخصائي أول بهيئة الاستعلامات وعضو اتحاد كتاب مصر، وبحضور نخبة من التربويين وطلاب المدرسة.
أكد حمدي سعيد في كلمته على أن تنمية الوعي الإعلامي لدى الأطفال أصبحت ضرورة مُلحة في ظل التدفق المعلوماتي غير المُنضبط عبر المنصات الرقمية، مشيرًا إلى أن "حصانة الطفل الفكرية ركيزة أساسية لحماية جهود الأسرة والمدرسة في تعزيز الانتماء الوطني والتماسك المجتمعي، فضلًا عن ضمان نموه النفسي والعقلي السليم.
وقدم سعيد شرحًا تفاعليًّا للأطفال عبر تشبيه الإنترنت بـ"حديقة مليئة بالأزهار والأشواك"، مستخدمًا أمثلة قريبة إلى أذهانهم، مثل ""كثرة استخدام الشاشات كالإفراط في أكل الحلوى؛ قليلها مفيد وكثيرها مصر"، و"ليس كل ما يُنشر حقيقيًّا؛ فبعضه خيال يُشبه قصص الكرتون"، و"معلوماتكم الشخصية كنزٌ لا تشاركوه مع الغرباء، حتى لو بدَوا لطفاء".
وتناول الدكتور أحمد مصطفى علي، تطور الإعلام ودور "القائم بالاتصال" في تشكيل الرأي العام، مع التركيز على تنمية مهارة التفكير النقدي لدى النشء، وكيفية فهم علاقة المحتوى بأهداف المتحدث في الميديا الجديدة، أو بتمويل الوسيلة الإعلامية، وفي ذلك العديد من الأمثلة حول خطورة المعلومات الخاطئة سواء في إعلانات السلع أو التاريخ المنحاز أو العلاقات الاجتماعية وتشوه فريق أو أفراد وإلى ما غير ذلك.
من جانبها، أوضحت أمل حامد، مديرة المدرسة، أن الندوة تأتي أهميتها في اطار مواجهة الآثار السلبية للميديا والمحتوى غير الأمن، وكذلك إدمان الألعاب الإلكترونية، وأشارت إلى الجهود المخلصة للأستاذ رشاد محمود وكيل المدرسة وحنان سيد عبد الظاهرة مشرفة الأنشطة، وأشادت بدور وكيل وزارة الإعلام بالهيئة العامة للاستعلامات والذى أقام مسابقة ثقافية للطلاب حول محتوى الندوة، بينما تم تكريم الفائزين بجوائز بسيطة ومنها مجلات بهدف ترسيخ مبادئ الاستخدام الآمن للميديا، وهو ما لاقى تفاعلا كبيرا بين الحضور.
وفي عقب الندوة قال حمدي سعيد: إن العالم الرقمي بيئة خصبة للتحديات، لكن وعي الأطفال يُمكِّننا من تحويلها إلى فرص، ومشيرا إلى أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والإعلامية باعتباره السبيل الأمثل لبناء جيل واعٍ ومُتمكن، وفي ذلك أهمية تعميم هذه المبادرات في كل المدراس، لأن حماية الأطفال مسؤولية مجتمعية لا تقبل التأجيل، وفي ذلك ما ركزت عليه استراتيجية رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة والتي تولى أهمية قصوى لتمكين النشء رقميا ومعرفيا.