أكد المستشار عبد الناصر خليل، عضو الأمانة المركزية لشؤون المصريين بالخارج بحزب «مستقبل وطن»، أن الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة تُعد «خطوة تاريخية نحو تحقيق الاستقرار الدائم وإنصاف الشعب الفلسطيني»، معتبرًا أن جوهر الخطة يرتكز على مبادئ حفظ الكرامة الإنسانية وحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف، وضرورة تفعيل حل الدولتين وفق الشرعية الدولية.
خطة مصر لإعمار غزة
وقال ”خليل“، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إن الخطة المصرية ليست مجرد مشروع إعمار مادي، بل هي رؤية شاملة تدمج بين الإغاثة الإنسانية الفورية وإصلاح النظام السياسي والأمني، مع الحفاظ على الهوية الفلسطينية ووحدة الأرض، موضحًا أن الخطة تستند إلى محاور رئيسية تبدأ من إدارة انتقالية فلسطينية، مرورًا بإعادة إعمار مستدامة، وضمانات أمنية دولية، وصولًا إلى تسريع المسار السياسي نحو حل الدولتين.
وأشار عضو الأمانة المركزية لشؤون المصريين بالخارج بحزب «مستقبل وطن» إلى أن أولى خطوات الخطة بتشكيل «لجنة إدارة غزة» المستقلة، المكونة من تكنوقراط محايدين، تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، يوضح أن هذه اللجنة ستتولى إدارة شؤون القطاع بشكل كامل، بدءًا من توزيع المساعدات حتى إعادة تأهيل البنية التحتية، مع ضمان الشفافية والمحاسبة.
وأضاف أن التكنوقراط سيضمنون حيادية الإدارة بعيدًا عن الانقسامات السياسية، ما يمهد لسلطة فلسطينية موحدة تعيد التواصل بين غزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ضرورية لاستعادة الأمن دون تدخلات خارجية، وتكريس السيادة الفلسطينية، مطالبًا المجتمع الدولي بدعم هذه الجهود ماليًا وسياسيًا، خاصة في ظل المناقشات الجارية حول نشر قوات حفظ سلام دولية كـ «درع وقائي» خلال المرحلة الانتقالية.
وندد عبد الناصر خليل بالعنف المتفاقم ضد المدنيين، قائلاً: استهداف الأبرياء جريمة لا تُغتفر، والكارثة الإنسانية في غزة تتطلب تحركًا عاجلاً، مؤكدًا أن الخطة المصرية ترفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو مصادرة أراضيهم، وتعتبر حل الدولتين «الخيار الوحيد القادر على كسر حلقة الصراع»، فضلًا أن أي تسوية لا تُترجم إلى دولة فلسطينية متصلة الأراضي ستكون مجرد هدنة مؤقتة.
وحذر من أن انهيار وقف إطلاق النار الحالي سيعيق جهود الإعمار، داعيًا إلى تثبيت الاتفاق عبر ضغوط دولية على جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن مصر تعمل مع قطر والولايات المتحدة لضمان هدنة دائمة، معربًا عن تفاؤله بشأن مقترح «هدنة متوسطة المدى» بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، كجسر نحو مفاوضات جادة.
واختتم: «اللحظة حرجة، فغزة إما أن تكون نموذجًا لسلام عادل، أو فوهة بركان تهدد المنطقة، والخطة المصرية تُقدم خارطة طريق واقعية، ولكن تنفيذها يتطلب شجاعة سياسية وإرادة دولية، ومصر لن تدخر جهدًا لدعم أشقائها الفلسطينيين، لكن النجاح مرهون بوحدة الموقف العربي ورفض التطبيع مع الاحتلال دون ضمانات فعلية».