أعلنت إسرائيل، يومَ وقفِ دخولِ شاحناتِ المساعداتِ إلى قطاع غزة، وسطَ تصاعدِ التوترِ بشأنِ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ الذي استمرَّ ستةَ أسابيع.
في المقابل، دعت حركةُ حماس الوسطاءَ المصريين والقطريين إلى التدخلِ للحفاظِ على التهدئة.
وفي وقتٍ سابقٍ من اليومِ نفسه، أكّد مكتبُ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنَّ حكومتَه وافقت على مقترحِ المبعوثِ الأمريكي ستيف ويتكوف، المقرَّبِ من الرئيسِ دونالد ترامب، لوقفِ إطلاقِ نارٍ مؤقتٍ خلالَ شهرِ رمضانَ والعيدِ، وذلكَ بعدَ انتهاءِ المرحلةِ الأولى من الاتفاق.
تصريحات الدكتور أيمن الرقب
قالَ الدكتورُ أيمنُ الرقب، أستاذُ العلومِ السياسيةِ بجامعةِ القدس، في حديثٍ خاصٍّ لصحيفةِ "بلدنا اليوم"، إنَّ حركةَ حماس لن ترفضَ أيَّ جهودٍ تهدفُ إلى التهدئة، لكنَّ المشكلةَ الأساسيةَ تكمنُ في قراراتِ الاحتلالِ الإسرائيلي، الذي أعلنَ نيتَه تنفيذَ عملياتٍ عسكريةٍ في قطاعِ غزة، متجاهلًا المطالبَ الأمريكيةَ بتمديدِ الهدنةِ خلالَ شهرِ رمضانَ وإدخالِ مساعداتٍ إنسانيةٍ كبيرة.
الاحتلال يعرقل تنفيذ المرحلة الثانية
ولفَتَ الرقبُ إلى أنَّ إسرائيلَ تسعى لتمديدِ المرحلةِ الأولى من الاتفاقِ دونَ الانتقالِ إلى المرحلةِ الثانية، حيثُ ترفضُ الانسحابَ الكاملَ من قطاعِ غزة، وتواصلُ احتجازَ الإسرائيليين هناك.
وأوضحَ أنَّ الاتفاقَ ينصُّ على انسحابِ القواتِ الإسرائيليةِ عقبَ انتهاءِ المرحلةِ الأولى، تمهيدًا لترتيباتِ المرحلةِ الثانية، والتي تشملُ إعادةَ إعمارِ غزة وصفقةَ تبادلِ الأسرى.
خروقات إسرائيلية وعدم التزام بالاتفاق
وأكّدَ الرقبُ أنَّ الاحتلالَ لم يلتزمْ ببنودِ المرحلةِ الأولى، حيثُ استمرَّ في خرقِ الاتفاقِ ومنعِ دخولِ الموادِّ الغذائيةِ والبترولِ والخيامِ والغرفِ المتنقلةِ، ممّا زادَ من معاناةِ سكانِ القطاع.
كما شدَّدَ على أنَّ أكثرَ من 120 فلسطينيًا استُشهدوا برصاصِ الاحتلالِ خلالَ فترةِ الهدنة، في دليلٍ واضحٍ على عدمِ احترامِ إسرائيلَ لتعهداتِها.
تمديد الهدنة دون تنفيذ الالتزامات
وأشارَ الرقبُ إلى أنَّ الاحتلالَ الإسرائيليَّ يمارسُ ضغوطًا على المقاومةِ الفلسطينيةِ للالتزامِ بشروطِ المرحلةِ الأولى، رغمَ تواجدهِ العسكريِّ في ثلاثِ بؤرٍ رئيسيةٍ داخلَ قطاعِ غزة: شمالُ القطاع، شرقُ غزة، ومحورُ فيلادلفيا.
وأوضحَ أنَّ إسرائيلَ تحاولُ قلبَ الاتفاقِ لصالحِها، حيثُ تريدُ وقفَ إطلاقِ نارٍ يُستخدمُ فقط كتمديدٍ للمرحلةِ الأولى، دونَ الانتقالِ إلى تنفيذِ صفقةِ تبادلِ الأسرى أو الانسحابِ من القطاع.
دعم أمريكي لإسرائيل رغم الانتهاكات
وشدَّدَ الرقبُ على أنَّ الاحتلالَ الإسرائيليَّ يحاولُ التنصلَ من الاتفاقِ الذي وقَّعَ عليه، بينما توفّرُ لهُ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ الغطاءَ السياسيَّ والدبلوماسيَّ.
وأكّدَ أنَّ واشنطن، بدلاً من الضغطِ على إسرائيلَ للالتزامِ بالاتفاق، تواصلُ الدفاعَ عن ممارساتِها، ممّا يعمِّقُ الأزمةَ ويزيدُ من معاناةِ الفلسطينيين.