في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، قال الدكتور أيمن البراسنة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، إن اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض كان متوتراً بشكل غير مسبوق، حيث وجه ترامب ونائبه انتقادات لاذعة للرئيس الأوكراني.
وأوضح البراسنة أن ترامب أعطى زيلينسكي خيارين واضحين خلال حديثهما للصحافة: إما توقيع اتفاق حول المعادن أو مواجهة انسحاب أميركي من دعم كييف.
وأضاف أن الرئيس الأميركي شدد على ضرورة أن يُظهر زيلينسكي الامتنان للولايات المتحدة على دعمها السابق، محذراً من مغبة رفض وقف إطلاق النار مع روسيا.
وأشار البراسنة إلى أن هذه الانتقادات العلنية أمام وسائل الإعلام شكلت إهانة كبيرة لزيلينسكي، خاصة أن ترامب وصفه قبل أسبوع بأنه "ديكتاتور" ما يكشف عن وجود خلافات جوهرية بين الطرفين.
ولفت إلى أن الإدارة الأميركية بدأت تبدي تململاً واضحاً من استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، وهو ما تجلى في بدء محادثات مباشرة مع روسيا دون إشراك ممثلين عن كييف.
وأكد البراسنة أن السياسة الأميركية تجاه الحرب الأوكرانية شهدت تغيراً جذرياً منذ مكالمة ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير 2025، وصولاً إلى المباحثات حول صفقة المعادن الأوكرانية.
وأوضح أن ترامب انتقد مراراً المساعدات الضخمة التي قدمتها واشنطن لكييف خلال عهد سلفه جو بايدن دون الحصول على مقابل، مشيراً إلى أن علاقة الولايات المتحدة مع أوروبا تغيرت بشكل ملحوظ، إذ لم يعد ترامب مهتماً بالتحالفات التقليدية بقدر اهتمامه بمساهمات الدول الأخرى في الاقتصاد الأميركي.
ولفت البراسنة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية تحولت إلى عملية استنزاف للموارد الغربية، حيث بالغت واشنطن في تقدير قدرة أوروبا على المواجهة، بينما قللت من قدرة روسيا على الصمود في وجه العقوبات الغربية.
وشدد على أن دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا لم يكن فقط من أجل حق تقرير مصير سكان دونباس، بل جاء أيضاً كرد فعل على توسع حلف الناتو في المنطقة.
وأشار البراسنة إلى أن العقوبات الغربية لم تؤدِ إلى انهيار روسيا كما توقع الأوروبيون والأميركيون، بل أثبتت موسكو قدرتها على التأقلم مع الواقع الجديد.
وأضاف أن هذا الواقع الجديد يفرض تحديات كبيرة على السياسة الخارجية الأميركية، حيث تسعى إدارة ترامب لإعادة تقييم أولوياتها وتقليل التزاماتها الخارجية، وهو ما يفسر التوتر الأخير مع زيلينسكي والضغط المتزايد من واشنطن لإنهاء الحرب عبر تسوية سياسية.