قال الدكتور ياسر نورالدين، الصحفي المتخصص في الشأن الأمريكي، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إنه حتى الآن لا يوجد أي تأكيد رسمي حول إعلان إقليم أوغاريت أو أي تحرك رسمي نحو الانفصال.
وأوضح أن مثل هذه الأنباء، سواء كانت صحيحة أم مجرد شائعات، لا يمكن الاستهانة بها، لأنها تأتي في ظل وضع معقد تعيشه سوريا، حيث تلعب القوى الخارجية دورًا في زعزعة استقرارها.
هل يتكرر السيناريو السوداني في سوريا؟
وأكد نورالدين أن تفكيك سوريا ليس أمرًا سهلاً، لكنه يبقى احتمالًا واردًا، كما حدث في السودان، إذا لم يتنبه الشعب السوري للمؤامرات التي تُحاك ضده.
ولفت إلى أن هناك أوجه تشابه بين الوضعين، أبرزها غياب الوعي الشعبي بخطورة التدخلات الأجنبية والأجندات التي تستهدف وحدة الدول.
وأضاف أن الوعي الجماعي هو الدرع الذي يمنع تقسيم الدول، وإذا فقد السوريون إدراكهم لهذه المخاطر، فقد تكون العواقب وخيمة.
الشرع والوجود الأجنبي في سوريا.. هل يشكلان تهديدًا؟
وأشار نورالدين إلى أن وجود قوى الاحتلال الأجنبي على الأراضي السورية يعقّد المشهد أكثر، ويجعل من أي تحركات انفصالية تهديدًا حقيقيًا لوحدة البلاد.
كما شدد على أن المخططات الإسرائيلية والغربية قد تسعى إلى استغلال الأوضاع الداخلية لفرض واقع جديد على الأرض، مما يستدعي موقفًا وطنيًا موحدًا لمنع أي تقسيم محتمل.
دور الشعب السوري في حماية وحدة بلاده
وشدد نورالدين على أن الشعب السوري هو صاحب القرار الأول والأخير في منع أي محاولة لتقسيم بلاده.
وأضاف أن التناحر الداخلي والخلافات المستمرة توفر بيئة خصبة للمخططات الخارجية، بينما يشكل التكاتف الوطني والوعي الشعبي الحصن المنيع ضد أي محاولات تفكيك.
وأكد أن التجارب التاريخية أثبتت أن الدول التي تنهار هي تلك التي تفقد وحدة صفها، بينما تبقى الدول التي يتمسك شعبها بوحدته رغم كل التحديات.
في ظل الأوضاع المعقدة التي تمر بها سوريا، يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع الشعب السوري حماية بلاده من سيناريو التقسيم؟
يرى الدكتور ياسر نورالدين أن الحل يكمن في الوعي الوطني ورفض أي محاولات لخلق انقسامات داخلية، لأن أي ضعف في الجبهة الداخلية سيصب في مصلحة الأطراف التي تسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة وفق مصالحها الخاصة.