حذر الدكتور مهاب مجاهد، أستاذ الطب النفسي، من خطورة الانتقاد المستمر للأطفال، خاصة فيما يتعلق بمظهرهم، ذكائهم، أو قدراتهم الشخصية، مؤكداً أن هذا السلوك قد يؤدي إلى تدمير ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم أكثر عرضة للتنمر وتأثيره السلبي.
وأوضح أن بعض الآباء، بحسن نية، يطمحون لرؤية أبنائهم في أفضل حال، لكن الإفراط في النقد قد يحولهم دون قصد إلى "آلات انتقاد" بدلاً من أن يكونوا داعمين لأطفالهم.
الانتقاد الشخصي وتأثيره النفسي
خلال بودكاست «أرجوك بلاش»، الذي تنتجه الشركة المتحدة برعاية البنك الأهلي المصري، أشار الدكتور مهاب مجاهد إلى أن انتقاد الأطفال يجب أن يقتصر على تصرفاتهم وليس شخصياتهم.
وأوضح أن التعليقات السلبية على الوزن أو الشكل الخارجي قد تكون من أخطر العوامل التي تضعف ثقة الطفل بنفسه، مما يجعله يعاني من مشكلات تقبل الذات في المستقبل.
وأكد مجاهد أن 99% من الأطفال الذين يعانون من مشكلات في تقبل أجسادهم يكون مصدر هذه المشكلة الأسرة، حيث يميل الطفل إلى تصديق آراء والديه أكثر من أي شخص آخر.
وفإذا تعرض الطفل للانتقاد داخل المنزل، فسيظل مقتنعًا بهذه الصورة السلبية عن نفسه طوال حياته، حتى لو تلقى دعماً خارجياً من أصدقائه أو معلميه.
التفرقة بين السلوك والشخصية
شدد أستاذ الطب النفسي على أهمية التمييز بين الطفل وسلوكه، موضحاً أنه يجب على الوالدين توجيه النقد إلى التصرفات غير الصحيحة بدلاً من انتقاد شخصية الطفل.
وفالإنسان الواثق بنفسه قادر على مواجهة التحديات الحياتية دون أن يتأثر سلباً بالإحباط أو النقد الهدّام.
وأكد أن بناء الثقة بالنفس يبدأ منذ الطفولة داخل الأسرة، حيث يحتاج الأطفال إلى الدعم والتقدير والتوجيه الإيجابي لتعزيز إحساسهم بقيمتهم الذاتية.
وعندما يشعر الطفل بالتقدير في منزله، يصبح أكثر قدرة على التعامل مع الانتقادات الخارجية بشكل صحي دون أن تؤثر على نفسيته.
دور الأسرة في تنمية الثقة بالنفس
قدم الدكتور مهاب مجاهد مجموعة من النصائح للآباء والأمهات لمساعدة أطفالهم على بناء ثقة قوية بأنفسهم، أهمها:
- التركيز على تشجيع الطفل بدلاً من انتقاده.
- استبدال العبارات السلبية بكلمات تحفيزية تدعم الطفل نفسياً.
- الفصل بين تصرفات الطفل وسلوكياته بدلاً من توجيه النقد إلى شخصيته.
- تعزيز ثقافة الحوار الإيجابي مع الأطفال وتقديم الدعم عند مواجهة الصعوبات.
ويعد النقد المتكرر للأطفال، خاصة النقد الشخصي، من أخطر العوامل التي تؤثر على بناء الثقة بالنفس لديهم، مما يعرضهم لخطر التنمر وضعف الشخصية في المستقبل.
ولذلك، فإن اتباع نهج تربوي إيجابي يعتمد على الدعم والتقدير بدلاً من الانتقاد السلبي هو المفتاح لمساعدة الأطفال على النمو بثقة وقوة شخصية، وهو ما أكده الخبراء في علم النفس التربوي.