لماذا يتعامل بعض العرب بحذر مع خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين؟.. باحثة تجيب (خاص)

أكدت الباحثة في العلاقات الدولية بوحدة الدراسات السياسية بمركز إيجيبشين إنتر برايز، منة الله أحمد سيد، أن فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى شهدت تقلبات سياسية غير مسبوقة، حيث هدد بتمزيق معاهدات تاريخية كانت تشكل حجر الزاوية في السياسة الأمريكية لعقود.

وقالت منة الله، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم": "الأمر المختلف هذه المرة أن ترامب يرث عددًا من الأزمات والحروب الساخنة والباردة المحتملة، وهو ما يجعله يواجه أوضاعًا أخطر مما واجهه أي رئيس أمريكي منذ عقود. ومع ذلك، فإن ترامب نفسه لا يبدو متأكدًا تمامًا من كيفية التعامل مع هذه التحديات."

محاولات للهيمنة سياسيًا وتجاريًا

وأضافت أن محاولات ترامب للهيمنة سياسيًا وتجاريًا تعتمد على استراتيجيات واضحة، أبرزها سياسة "أمريكا أولًا"، التي دفعت واشنطن إلى الانسحاب من اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران، بالإضافة إلى إعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية مثل نافتا التي أصبحت USMCA. كما لفتت إلى أن فرضه للرسوم الجمركية على الصين والاتحاد الأوروبي أدى إلى توترات دولية أثرت على الاقتصاد العالمي.

وفيما يخص ردود الفعل الدولية، أوضحت منة الله أن "أوروبا أبدت مقاومة لسياسات ترامب، خاصة بسبب تفاوضه المنفرد بشأن أوكرانيا وفرضه الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم، وفي المقابل، يحاول الاتحاد الأوروبي تعزيز تحالفاته مع قوى أخرى مثل الصين لموازنة النفوذ الأمريكي."

أما عن الشرق الأوسط، فقالت: "خطة ترامب للسلام، المعروفة بصفقة القرن، وموقفه من غزة، أثارت انتقادات حادة في العالم العربي، ورغم رفض العديد من الدول العربية لهذه الخطة، إلا أن بعضها يتعامل بحذر خشية التعرض لعقوبات أو فقدان الدعم الأمريكي."

جبهة موحدة ضد ترامب

وحول إمكانية تشكيل جبهة عالمية موحدة ضد الولايات المتحدة، استبعدت منة الله هذا السيناريو، مشيرةً إلى أن "تباين المصالح والتحالفات يجعل من الصعب تكوين تحالف عالمي موحد ضد واشنطن، لكن قد نرى تحركات إقليمية أو قطاعية لمواجهة سياسات ترامب، خاصة في مجالات التجارة والطاقة."

وفيما يتعلق بالدول العربية، أكدت الباحثة أن "الدول التي ترفض خطة ترامب بشأن غزة قد تواجه ضغوطًا دبلوماسية أو اقتصادية، لكن العقوبات الأمريكية لن تكون شاملة، نظرًا لتعقيدات العلاقة بين واشنطن والعالم العربي، خاصة في ما يتعلق بالنفط والأمن الإقليمي."

واختتمت منة الله تصريحاتها قائلة: "من غير المرجح أن تصل التوترات بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين إلى مواجهة مباشرة، لكن الدول العربية قد تتجه لتعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل المتغيرات السياسية التي قد تطرأ على واشنطن."