في تطور لافت، وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اتهامات لتركيا بالتعاون مع إيران لتهريب الأموال إلى حزب الله في لبنان، بهدف إعادة إحياء قوته ومكانته.
جاء ذلك خلال لقائه مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ومورغان أورتاغوس، مساعدة الممثل الخاص الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، حيث زعم أن طهران كثفت جهودها في هذا الاتجاه بمساعدة أنقرة عبر قنوات غير مباشرة.
تركيا ترفض الاتهامات وتتهم إسرائيل بمحاولة الحد من دورها
من جانبه، نفى الأكاديمي والباحث السياسي مهند حافظ أوغلو صحة هذه الادعاءات، معتبرًا أنها تأتي في إطار مساعي إسرائيل للحد من الدور التركي في سوريا.
وأوضح أن تل أبيب لا ترغب في توسيع النفوذ التركي هناك، نظرًا لمصالحها الخاصة، لا سيما مع تواجدها العسكري في جنوب سوريا ودعمها لقوات "قسد" في الشمال الشرقي.
كما أشار إلى أن إسرائيل تسعى أيضًا للإيقاع بين أنقرة وواشنطن، خاصة بعد تغير الإدارة الأميركية.
ودعا أوغلو وزير الخارجية الإسرائيلي إلى تقديم أدلة ملموسة تدعم اتهاماته، معتبرًا أن فتح جبهة مواجهة جديدة مع تركيا يمثل "غباءً سياسياً".
ويتحدث في هذا السياق المحلل والباحث السياسي وباحث في قضايا الصراع نزار نزال
من مدينة جنين لصحيفة بلدنا اليوم
قال نزار نزال، الباحث والمحلل السياسي في قضايا الصراع من مدينة جنين، إن إسرائيل تحاول خلط الأوراق في المنطقة، معتبرًا أن اتهامها لتركيا بدعم حزب الله يأتي في سياق محاولة التشويش على النفوذ التركي في سوريا.
ولفت نزال إلى أن إسرائيل لم يسبق لها أن وجهت اتهامًا مماثلًا لأنقرة، سواء في السابق أو من قبل أي جهة أخرى، مؤكدًا أن فكرة دعم تركيا لحزب الله مستبعدة تمامًا، نظرًا لأن أنقرة دعمت المجموعات التي سعت لإسقاط نظام بشار الأسد في سوريا، وليس المجموعات الحليفة له مثل حزب الله.
وأشار إلى أن إسرائيل تعيش حالة من الهستيريا والغضب الشديد بسبب النفوذ التركي المتنامي داخل سوريا، وهو ما يعيق قدرتها على التحرك بحرية في المنطقة.
واعتبر أن هذه الإشكالية الكبيرة دفعت إسرائيل إلى توجيه الإتهامات لتركيا، بزعم أنها تسهّل دعم إيران لحزب الله، رغم غياب أي أدلة واضحة تدعم هذا الادعاء.
وأوضح نزال أن الهجوم الإسرائيلي، الذي يقوده وزير الخارجية جدعون ساعر، على تركيا يرتبط بشكل مباشر بتنامي الوجود التركي في سوريا، وهو ما يستفز إسرائيل بشكل كبير.
وأضاف أن تصريحات إسرائيلية صدرت قبل أيام أشارت إلى أن تل أبيب أخطأت بدعم المجموعات التي سعت لإسقاط الأسد، وأن بقاء بشار الأسد في السلطة يعدّ أفضل لها من تنامي النفوذ التركي في سوريا.
وأكد نزال أن هذه الادعاءات ستؤثر على إسرائيل، خاصة أن تركيا تدعم الحلف العربي الذي يرفض التهجير القسري. وأشار إلى أن هناك توافقًا بين تركيا ودول عربية مثل مصر، الأردن، السعودية، وقطر في هذا الملف، وهو ما يزعج إسرائيل ويدفعها لمحاولة خلق توتر مع أنقرة.
كما لفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد توعد إسرائيل سابقًا فيما يتعلق بحرب غزة، مشيرًا إلى أن تركيا لديها القدرة على إلحاق الأذى بإسرائيل، سواء دبلوماسيًا أو قانونيًا او وحتى عسكريًا، فهي ليست دولة بسيطة في المعادلة الإقليمية.