قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء في أنقرة، إن مبادرة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا تتماشى مع سياسة تركيا، مؤكدًا استعداد أنقرة للمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا.
دعم تركيا لوحدة أراضي أوكرانيا
وشدد أردوغان، عقب محادثاته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على دعم تركيا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، ودورها الفاعل في الوساطة بين كييف وموسكو، لافتًا إلى أن أنقرة مستعدة لاستضافة أي محادثات سلام محتملة.
وتأتي زيارة زيلينسكي إلى تركيا بالتزامن مع محادثات بين روسيا والولايات المتحدة في السعودية، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب واستعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن.
فما مدى جدية تركيا في المشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا؟ وهل هناك اتفاقيات أو خطوات عملية في هذا الاتجاه؟
وكيف تؤثر الوساطة التركية بين روسيا وأوكرانيا على علاقاتها مع كل من موسكو وكييف، خاصة في ظل استمرار الحرب؟
ويجيب عن هذه الأسئلة في حوار خاص لصحيفة "بلدنا اليوم" الباحث السياسي والمتخصص الدولي في لندن يوسف صداقي.
التزام تركي بإعادة الإعمار واتفاقيات مع أوكرانيا
قال الباحث والمحلل السياسي يوسف صداقي، في حديثه لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن تركيا تبدي التزامًا جادًا بالمشاركة في إعادة إعمار أوكرانيا، مشيرًا إلى توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين لتعزيز هذا التعاون.
ولفت إلى أن إحدى أبرز هذه الاتفاقيات وُقّعت في أغسطس 2022، بحضور الرئيسين رجب طيب أردوغان وفولوديمير زيلينسكي، مما أتاح لشركات المقاولات التركية فرصة كبيرة للمشاركة في إعادة بناء البنية التحتية الأوكرانية التي دمرتها الحرب.
كما أُبرمت اتفاقية أخرى في فبراير 2024 لتعزيز هذا التعاون بشكل أكبر.
الشركات التركية واستعدادها لعمليات الإعمار
وأوضح صداقي أن شركات المقاولات التركية أبدت استعدادًا قويًا للمشاركة في جهود إعادة الإعمار، سواء من خلال إزالة الأنقاض أو تنفيذ مشاريع البناء المختلفة، مشددًا على أن فرق عمل مشتركة تم تشكيلها بين الجانبين لضمان تنفيذ المشاريع بكفاءة وسرعة.
تركيا كوسيط بين روسيا وأوكرانيا
وأكد صداقي أن تركيا حاولت منذ بداية الحرب الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها مع الطرفين، حيث قدمت دعمًا عسكريًا محدودًا لأوكرانيا، مثل تزويدها بالطائرات المسيّرة، لكنها في الوقت نفسه تجنبت فرض عقوبات على روسيا، وهو ما يعكس سياسة حذرة تهدف إلى تجنب التصعيد مع موسكو.
التوازن الحذر ودور تركيا في الوساطة
وأشار إلى أن هذا النهج جعل تركيا لاعبًا رئيسيًا في جهود الوساطة، حيث حافظت على علاقات جيدة مع الجانبين، مما منحها فرصة للتأثير في مسار المفاوضات ومحاولات السلام.
لكنه شدد على أن استمرار هذا التوازن يتطلب من أنقرة توخي الحذر في التعامل مع أي تطورات جديدة، حتى لا تجد نفسها منحازة لطرف على حساب الآخر، مما قد يؤثر على مصالحها الاستراتيجية مع كلا البلدين.