أريج جبر: الاحتلال لن يسمح باستقرار لبنان.. واغتيال قيادي حماس انتهاك جديد (خاص)

الثلاثاء 18 فبراير 2025 | 03:40 مساءً
الدكتورة أريج جبر استاذ العلوم السياسية بجامعة الأردن
الدكتورة أريج جبر استاذ العلوم السياسية بجامعة الأردن
كتب : بسمة هاني

في خطوة تصعيدية هي الأبرز منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، نفذت إسرائيل عملية اغتيال استهدفت محمد شاهين، قائد مديرية العمليات في حركة حماس بلبنان.

جاءت العملية عبر غارة جوية في مدينة صيدا، مما أثار تساؤلات حول تداعياتها على المشهد الإقليمي، خصوصًا في ظل التوترات المتزايدة على أكثر من جبهة.

رواية إسرائيلية لعملية محكمة

قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إن العملية تم تنفيذها عبر غارة جوية دقيقة، بالتعاون مع جهاز الشاباك، مشيرًا إلى أن شاهين كان مسؤولًا عن التخطيط لهجمات ضد إسرائيل، بتمويل وتوجيه إيراني.

وأوضح أن القيادي في حماس كان مشاركًا في عمليات إطلاق صواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مما جعله هدفًا مباشرًا لعملية الاغتيال.

موقع الاستهداف وتداعيات الضربة

وقع الهجوم في منطقة الطريق البحري بمدينة صيدا، مقابل مبنى نقابة المهندسين، وعلى مقربة من مركز للجيش اللبناني، ما أدى إلى استشهاد شاهين وإصابة عدد من الأشخاص.

وتزامنت العملية مع جلسة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي خرج منها مباشرة للمصادقة على تنفيذ الضربة، وفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية.

شاهين.. شخصية بارزة وامتداد لسياسة الاغتيالات

يعد محمد شاهين من القيادات العسكرية المؤثرة في حماس، حيث انتقل إلى لبنان منذ فترة، وكان مقربًا من نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، الذي اغتالته إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت العام الماضي. ويرى مراقبون أن هذه العملية تأتي في إطار السياسة الإسرائيلية المستمرة لاستهداف قيادات حماس خارج الأراضي الفلسطينية.

وقالت الدكتورة أريج جبر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأردن، لـ"بلدنا اليوم"، إن طبيعة العلاقة الحالية بين الكيان المحتل ولبنان تشبه حالة "الحرب الباردة" وحبس الأنفاس، في ظل الصراع بين إرادة الاحتلال، التي يحاول فرضها على المجتمع الدولي والقرارات الأممية، وبين توجهات الدول التي أجمعت على ضرورة انسحابه من لبنان بحلول 18 الشهر الماضي.

ولفتت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أصرّ على البقاء والتموضع داخل لبنان رغم انتهاء المهلة، مشيرةً إلى أنه لا يزال يسعى لتحقيق أهداف استراتيجية لم يتمكن من تنفيذها حتى الآن.

وأكدت أن لبنان، مقارنةً بقطاع غزة، يمثل ساحة أكثر سهولة ومرونة في التعامل معها، نظرًا لكونه بيئة مخترقة وغير آمنة، ما يسمح للوصول إلى شخصيات سياسية وقيادات بارزة، سواء من حزب الله أو حماس أو الفصائل الإسلامية والفلسطينية الأخرى، التي يمكن أن تحرك الشارع الفلسطيني وتغذي روح الثورة والانتفاضة.

وأشارت "جبر" إلى أن الاحتلال، رغم انتهاء المهلة المحددة لانسحابه، لا يزال يصرّ على التواجد في خمسة مواقع حدودية، مستهدفًا قوات اليونيفيل المنتشرة في المنطقة، ومشترطًا قبل الانسحاب إعادة انتشار الجيش اللبناني وسحب أسلحة حزب الله، بل وحتى تخلي الحزب عن فكرة المقاومة.

اغتيال القائد الحمساوي.. انتهاك جديد للبنان

أوضحت أن عملية اغتيال القيادي في حماس داخل الأراضي اللبنانية تعد انتهاكًا واضحًا لسيادة لبنان، كما تمثل خرقًا للقرار الأممي 1701، الذي ينظم الوجود العسكري في الجنوب اللبناني.

وشددت على أن هذه العملية تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لن يسمح للبنان بالاستقرار أو الهدوء، وسيسعى دائمًا للبحث عن مبررات تبرر بقاءه داخل الأراضي اللبنانية.

اتفاقيات نائمة وتوترات مستمرة

أضافت أن العلاقة بين لبنان والكيان المحتل تحكمها اتفاقيات دولية وقرارات أممية، لكنها تبقى "اتفاقيات نائمة"، في ظل الخروقات الإسرائيلية المستمرة، ما يجعل المرحلة الحالية حساسة ومليئة بالتوترات.

هل سيشعل اغتيال قائد عمليات حماس في لبنان مواجهة جديدة مع إسرائيل؟

وفيما يتعلق برد الفعل اللبناني، رأت "جبر" أن لبنان، في ظل تشكيل حكومة جديدة وتكليف جوزيف عون برئاستها، لن يتجه نحو التصعيد العسكري، إذ يحتاج في هذه المرحلة إلى إعادة ترتيب أوضاعه الداخلية.

وأكدت أن المسؤولية ستلقى على عاتق الأمم المتحدة والدول الضامنة للاتفاق بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

أما عن التداعيات المحتملة، فقد أشارت إلى أن من المتوقع فرض حصار سياسي وأمني على قيادات حماس المتواجدة في لبنان، في سيناريو قد يشبه ما حدث في الثمانينيات من محاصرة الفدائيين والمقاومين.

ولفتت إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد إجراءات تقييدية مشددة ضد قيادات المقاومة داخل الأراضي اللبنانية.

اقرأ أيضا