دبلوماسي روسي سابق يحذر من انهيار أوروبا اقتصاديا (خاص)

الثلاثاء 18 فبراير 2025 | 02:35 مساءً
السفير الروسي السابق الكسندر سبازبكين
السفير الروسي السابق الكسندر سبازبكين
كتب : بسمة هاني

في ظل تصاعد التوترات في القارة الأوروبية، عقد القادة الأوروبيون اجتماعًا طارئًا في باريس يوم الإثنين، لمناقشة تداعيات الحرب الأوكرانية وتحديد مسار الدعم المستقبلي لكييف. 

وأكد المشاركون، التزامهم الثابت بمساندة أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا، مشددين على خطورة التهديدات التي تمثلها روسيا على الاستقرار الأوروبي.

أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أوضحت أن الاجتماع جاء ليجدد التأكيد على أن أوكرانيا تستحق السلام القائم على القوة، مشيرةً إلى أن الدعم العسكري الأوروبي سيظل مستمرًا، إلى جانب الحاجة لتعزيز قدرات الدفاع الأوروبية.

من جهتها، أعربت رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، عن قلقها من الطموحات الروسية، واصفةً موسكو بأنها التهديد الأبرز لأوروبا.

وأكدت أن أي وقف سريع لإطلاق النار قد يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، مما يتيح له شن هجمات جديدة، سواء على أوكرانيا أو أي دولة أوروبية أخرى.

أما المستشار الألماني أولاف شولتس، فقد شدد على أن هناك مبادئ غير قابلة للتفاوض في أي محادثات سلام مستقبلية، موضحًا أن أوكرانيا يجب أن تحافظ على مسارها نحو الاتحاد الأوروبي، وتتمكن من الدفاع عن ديمقراطيتها وسيادتها، مع امتلاك جيش قوي. 

وأضاف أن من مسؤولية الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضمان تحقيق هذه الأهداف حتى بعد انتهاء الحرب.

وسط هذه المواقف الحازمة، يبقى التساؤل: هل ستتمكن أوروبا، من خلال تعزيز دعمها لكييف، من ردع التهديد الروسي، أم أن موسكو ستجد طرقًا أخرى لإعادة ترتيب أوراقها في المواجهة الجيوسياسية المستمرة؟

ويوضح السفير الروسي لدى لبنان السابق الكسندر سبازبكين لبلدنا اليوم في حديث خاص، أن أوروبا تتجه نحو مزيد من الانهيار الاقتصادي، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في تركيبة الفئات الحاكمة داخل دولها.

وأكد أن هذا التراجع الاقتصادي، المصحوب بتصاعد الضغوط السياسية، قد يعيد تشكيل موازين القوى داخل الاتحاد الأوروبي.

ولفت سبازبكين، إلى أن إحتمال إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا مستبعد تمامًا، سواء كان ذلك في إطار استمرار المعارك أو حتى تحت غطاء قوات حفظ السلام. وأشار إلى أن روسيا لن تقبل، بأي حال من الأحوال، بوجود قوات تابعة لحلف الناتو على الأراضي الأوكرانية، معتبرًا ذلك خطًا أحمر واضحًا لا يمكن تجاوزه.

وأوضح السفير الروسي أن غالبية الدول الأوروبية تتبنى مواقف وصفها بـ"التخريبية والمعادية لروسيا"، حيث تدفع باتجاه استمرار الحرب بدلاً من البحث عن حلول سلمية.

وأضاف أن هذا النهج الأوروبي يجعل من المستحيل إشراك هذه الدول في أي عملية تفاوضية تهدف إلى حل النزاع، مما يعزز تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

وختم سبازبكين، بالتأكيد على أن التصعيد المستمر، إلى جانب غياب الإرادة الأوروبية للتسوية، يفاقم الأزمة الأوكرانية ويطيل أمد الصراع، مشددًا على أن الحل لن يكون عبر التدخل العسكري، بل من خلال مفاوضات تأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية والأمن الإقليمي.

اقرأ أيضا