خاص| أستاذة الإعلام والعلاقات الدولية: زيلينسكي يناور وأوروبا عالقة بين واشنطن وموسكو

الاثنين 17 فبراير 2025 | 04:06 مساءً
علا شحود، خبيرة بالشأن الروسي
علا شحود، خبيرة بالشأن الروسي
كتب : بسنت شعراوي

شهد العالم حروب بين مختلف البلاد، منها الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وجاء مؤتمر ميونيخ للأمن بدعوات ملحة لتشكيل جيش أوروبي موحد، في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة جهودها لوساطة سلام قد تستبعد أوروبا من المفاوضات.

زيلينسكي والدعوة لإنشاء جيش أوروبي

حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الأوروبية على إنشاء جيش موحد، مؤكدًا ضرورة أن تعتمد القارة على قدراتها الذاتية في الدفاع عن أمنها، وأشار زيلينسكي إلى أن لا قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا، ولا قرارات بشأن أوروبا من دون أوروبا، يجب أن يكون لأوروبا مقعد على الطاولة.

وعلّقت علا شحود، الخبيرة في الشأن الروسي، على تصريحات زيلينسكي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، قائلة: "زيلينسكي أكد أن الوقت أصبح مناسبًا لأوروبا لإنشاء جيش عسكري مسلح وقوي، وأن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى سياسة دفاعية وأمنية موحدة، كما لفت إلى أن الولايات المتحدة قد ترفض بعض القرارات الأوروبية، ما يستدعي وجود قوة مستقلة للدفاع عن مصالح القارة".

وأضافت في تصريحات لـ"بلدنا اليوم": "رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها أوكرانيا في الحرب، لا يزال زيلينسكي يصر على التصعيد"، مطالبًا الدول الأوروبية بمواصلة تزويده بالعتاد العسكري، في الوقت الذي يواجه فيه اقتصاد أوكرانيا تحديات خطيرة.

روسيا والموقف الأمريكي من الأزمة

وتابعت: "روسيا تراقب هذه التحركات بحذر، خاصة مع استمرار التدريبات العسكرية المشتركة مع بيلاروسيا، والتي ترى فيها موسكو عنصرًا استراتيجيًا لموازنة النفوذ الغربي في المنطقة"، مشيرة إلى أن أمريكا لديها خطط أخرى، قائلة: "إدارة ترامب لا تنظر بعين الرضا إلى فكرة إنشاء جيش أوروبي مستقل، خاصة أن واشنطن لا تزال تعتبر الناتو حجر الأساس في حماية أوروبا، ومن هنا، فإن أي خطوة لإنشاء قوة دفاعية أوروبية منفصلة قد تثير خلافات داخل الحلف".

المفاوضات المحتملة بين ترامب وبوتين

أوضحت "شحود"، أن هناك احتمالية للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا والولايات المتحدة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، مضيفة: "هناك مؤشرات على أن ترامب سيسعى إلى التفاوض مع بوتين حول مستقبل أوكرانيا، وقد يتم ذلك دون إشراك زيلينسكي بشكل مباشر، بل إنه من الوارد أن تتضمن المفاوضات بعض التنازلات الإقليمية أو الاقتصادية لصالح روسيا".

وأردفت: "التفاهم بين موسكو وواشنطن قد يغير موازين القوى في الحرب، لا سيما إذا قررت الولايات المتحدة تخفيف العقوبات الاقتصادية على روسيا مقابل إنهاء النزاع بطريقة ترضي مصالحها الاستراتيجية".

زيلينسكي بين الضغوط الأوروبية والأمريكية

وعلقت "شحود" على رد فعل زيلينسكي على هذه التطورات، قائلة: "الرئيس الأوكراني يدرك أنه قد يكون الخاسر الأكبر إذا تم التوصل إلى اتفاق أمريكي-روسي دون إشراكه، لهذا السبب، يحاول الضغط على أوروبا لتعزيز الدعم العسكري، وفي الوقت نفسه يسعى لضمان استمرار الدعم الأمريكي، رغم أن إدارة ترامب قد تكون أقل التزامًا بقضيته مقارنة بإدارة بايدن".

واختتمت: "أوروبا الآن في موقف صعب، فهي من جهة تدعم أوكرانيا عسكريًا، ومن جهة أخرى تخشى أن تجد نفسها مستبعدة من أي مفاوضات سلام تقودها واشنطن وموسكو، أما زيلينسكي، فهو يحاول لعب أوراقه الأخيرة لضمان أن بلاده لن تكون مجرد ورقة تفاوض بين القوى الكبرى".

تأتي هذه التطورات في ظل تصريحات من إدارة ترامب تشير إلى أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليست مطروحة على الطاولة في أي اتفاق سلام محتمل، هذا الموقف يمثل خيبة أمل كبيرة لكييف، التي ترى في الانضمام إلى الناتو ضمانًا لأمنها في مواجهة التهديدات الروسية، وتظل الأزمة الروسية الأوكرانية مفتوحة على سيناريوهات متعددة، وسط تنافس دولي محموم على إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية في أوروبا.

اقرأ أيضا