تُعد مدرسة فيوتشر إنتجريتد للغات بالهرم واحدة من المدارس التي كانت تشتهر بمستواها الأكاديمي المتميز وسمعتها الطيبة في الأوساط التعليمية، خصوصًا خلال فترة إدارتها السابقة تحت قيادة الأستاذ حسن بركات ونجله الأستاذ محمد بركات. إلا أن الأوضاع تغيّرت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بعد انتقال ملكيتها إلى مجموعة شركاء جدد، مما أدى إلى تصاعد شكاوى أولياء الأمور حول تراجع المستوى الأكاديمي وسوء التعامل مع الطلاب.
رفض قبول طفلة رغم نجاحها في الاختبارات
تروي إحدى أولياء الأمور، وهي أم لثلاثة أطفال، تجربتها التي بدأت منذ ثماني سنوات عندما كان ابنها الأكبر ضمن الدفعة التأسيسية للمدرسة. تؤكد الأم أن المدرسة كانت وقتها تتمتع بمستوى أكاديمي متميز وأجواء تعليمية آمنة، ولكن بعد انتقال ملكية المدرسة لمجموعة شركاء جدد، بدأت المشاكل تظهر تدريجيًا.
تقدمت الأم بطلب التحاق ابنتها الثانية بالمدرسة، وبعد اجتياز الطفلة للاختبارات، تم رفض قبولها بناءً على سؤال وجّهته مديرة المدرسة حول العقاب في المنزل، حيث أجابت الطفلة بأن والدتها تعاقبها أحيانًا بالضرب. اعتبرت المديرة هذا الأسلوب غير تربوي، ورفضت قبول الطفلة رغم نجاحها في المقابلة.
أولياء الأمور ينقلون أبناءهم بناءً على ثقة في سمعة المدرسة
اضطرت أسرة الطالبة إلى نقلها إلى مدرسة أخرى لفترة قصيرة، ثم أعادوها إلى "فيوتشر إنتجريتد" بعد تغيير الإدارة وعودة ثقة الأم في المدرسة ومديرة المرحلة، الأستاذة غادة محمد خليل. وبالفعل، استطاعت الأم إقناع أكثر من 50 ولي أمر بنقل أبنائهم إلى المدرسة بناءً على سمعتها الطيبة السابقة، وحصلوا على خصم خاص باسمها.
اتهامات بالتعنيف وصراخ المعلمات وتدهور المستوى الأكاديمي
بعد التحاق الأطفال بالمدرسة، بدأت تظهر مشكلات تتعلق بصراخ المعلمات وتعنيف الطلاب جسديًا. اشتكى الطالب من تعرّضه للإمساك بيده بعنف من قبل إحدى المعلمات، وهو ما أكّده زملاؤه في الفصل. كما رصدت الأم تدنيًا في المستوى الأكاديمي لابنتها في الصف الأول الابتدائي، حيث نقلت المعلمة معلومات خاطئة لجميع الطلاب.
اجتماع بحضور "بودي جاردات" وتصريحات مسيئة من صاحب المدرسة
تقدمت الأم بعدة شكاوى للإدارة، ولكن بدلاً من معالجة المشكلات، قررت الإدارة رفع الخصم الممنوح للأم وأولياء الأمور الآخرين. وخلال اجتماع حضرته الأم وزوجها مع إدارة المدرسة، فوجئا بدخول رجال أمن (بودي جاردات) إلى المكتب دون سبب واضح. وعندما استفسرت الأم عن سبب وجودهم، لم تحصل على أي إجابة، فيما صرّح صاحب المدرسة قائلاً: "اللي مش عاجبه ياخد بالجزمة ويمشي."
تفاقمت الأزمة بعد قيام المدرسة بعزل طفل الأم في غرفة منفصلة طوال اليوم الدراسي. ورغم تدخل المديرية التعليمية وتشكيل لجنة لرصد المخالفات، أكّدت التقارير استمرار عزل الطفل وعدم تلقيه الخدمة التعليمية. ورغم توجيه اللجنة بضرورة إدماج الطفل في الفصل وحسن معاملته، لم تمتثل الإدارة لقرارات اللجنة.
وأوضحت ولية الأمر أن هناك شكوى في الإدارة التعليمية تفيد بدخول صاحب المدرسة إلى الحرم المدرسي بسلاح ناري (طبنجة) على خلفية نزاع مع شركائه، بالإضافة إلى الاستعانة بحراس أمن لمنعهم من دخول المدرسة.
حملة إساءة وتشويه ضد ولية أمر كشفت تفاصيل مرضها الشخصي
قالت ولية الأمر: "بعد نشري منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي أحذر فيه من التعامل مع المدرسة بسبب ما حدث، تعرضت لحملة إساءة وتشويه من قبل إدارة المدرسة وبعض الأطراف التابعة لها."
وأضافت أنها قامت بتقديم شكاوى رسمية إلى الجهات المختصة، مشيرة إلى أنه تم تحويل صاحب المدرسة للتحقيق، وتسجيل مخالفة ضد المدرسة للمرة الثالثة. وأبلغتها الشؤون القانونية والمديرية التعليمية أن المدرسة سيتم تحويلها ماليًا وإداريًا لتكرار المخالفات وسوء الإدارة.
وأكدت أن التعليم رسالة سامية لا يجوز أن تتلوث بتجاوزات إدارية أو تربوية، مطالبة الجهات التعليمية بسرعة التدخل لضمان حقوق الطلاب وأولياء أمورهم وحماية البيئة التعليمية من أي انتهاكات.
شهادات من أولياء الأمور: "مطبلاتية" تربطهم مصالح شخصية مع المدرسة
ومن جانبها، أدلت إحدى أولياء الأمور، وهي مسؤولة عن إدارة مجموعة أولياء الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي، بشهادتها حول الوضع داخل المدرسة. أكّدت أنها تواصلت مع الجهات المختصة للتحقق من صحة شكاوى الأم، وتبيّن لها أن هناك تجاوزات فعلية. كما أشارت إلى أن بعض أولياء الأمور الذين دافعوا عن المدرسة في التعليقات ليسوا سوى "مطبلاتية" تربطهم مصالح شخصية مع الإدارة.
وأضافت قائلة: "هناك مجموعة معروفة داخل المدرسة تسعى للحصول على امتيازات خاصة لأبنائهم. واحدة ترغب في رفع درجات ابنها، وأخرى تطلب تعديل ترتيبه في الفصل، بينما هناك أم تقدم الهدايا والورود للإدارة لتنال قبولهم. وبعضهم تخصص في التودد للمعلمين لضمان اهتمامهم بأبنائهم. كمية النفاق في المعاملات أصبحت رهيبة وغير مقبولة."
في المقابل، حاولت بعض أولياء الأمور، مثل الأستاذة سلمى رشاد، التشكيك في رواية الأم عبر التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أن ما ذكرته لا يعكس الواقع، وأن الإدارة تبذل جهودًا لتحسين الوضع.