خطة ترامب لشراء غزة: مناورة سياسية أم مشروع قابل للتنفيذ؟ "خاص"

الثلاثاء 11 فبراير 2025 | 10:48 صباحاً
عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات بالولايات المتحدة الأمريكية
عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات بالولايات المتحدة الأمريكية
كتب : بسمة هاني

في خطوة مثيرة للجدل، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسيطرة على قطاع غزة، والتي تتضمن منع الفلسطينيين من العودة إلى أراضيهم، مع تقديم بدائل سكنية لهم خارج القطاع.

 إعادة رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط

وتأتي هذه التصريحات ضمن رؤية ترامب لإعادة رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط، وسط تساؤلات حول قانونية هذه التحركات وإمكانية تنفيذها على أرض الواقع.

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الفلسطينيين لن يُسمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة بموجب خطته، مشيرًا إلى أن البديل سيكون توفير مساكن "أفضل بكثير" لهم في أماكن أخرى.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أوضح ترامب أنه يسعى إلى بناء "مكان دائم" للفلسطينيين خارج غزة، مؤكدًا أن العيش في القطاع لن يكون ممكنًا لسنوات قادمة.

وفي سياق متصل، أعلن ترامب، خلال تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، التزامه بشراء قطاع غزة وامتلاكه، مع إمكانية منح أجزاء منه لدول أخرى في الشرق الأوسط للمساهمة في إعادة بنائه.

وأضاف أنه يسعى إلى تحويل غزة إلى "موقع جيد للتنمية المستقبلية"، دون تقديم تفاصيل حول آليات تنفيذ هذه الخطة المثيرة للجدل.

رأي الخبراء حول تصريحات ترامب

قال ماركو مسعد، الخبير في الشؤون الأمريكية وعضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات بالولايات المتحدة الأمريكية، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، إن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفتقر إلى المنطق، مشيرًا إلى أنها ستكلفه خسائر كبيرة في المرحلة المقبلة، سواء على المستوى الداخلي في الولايات المتحدة أو في علاقاته مع العديد من الحلفاء العرب، مثل مصر والسعودية والأردن والإمارات.

وأكد أن استمرار ترامب في مثل هذه التصريحات، التي تتنافى مع القوانين والأعراف الدولية، سيضعف موقفه السياسي بشكل كبير.

ولفت مسعد إلى أن أي تحرك قانوني لشراء قطاع غزة، كما يروج البعض، يتطلب تفويضًا من الكونغرس، مشيرًا إلى أن ترامب لا يمكنه تخصيص أموال لهذا الغرض دون الحصول على موافقة تشريعية واضحة.

وأوضح أن هناك تساؤلات جوهرية حول الجهة التي يمكن لترامب شراء غزة منها، متسائلًا: "هل سيشتريها من حركة حماس أم من حركة فتح؟ أم من منظمة التحرير الفلسطينية؟ أم من الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه؟". وأضاف أن أصحاب الأرض الفلسطينيين يرفضون هذه الفكرة من الأساس، مما يجعلها غير قابلة للتطبيق.

وأشار مسعد إلى أن ترامب سبق أن حاول تنفيذ مخطط مشابه عندما عرض شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، لكنه قوبل بالرفض القاطع، لافتًا إلى أن أي تحرك من هذا النوع يتطلب استفتاءً شعبيًا يحدد حق تقرير المصير، فضلًا عن ضرورة الحصول على موافقة الأغلبية.

وبعد ذلك فقط، يمكن للكونغرس أن يقرر الموافقة على التمويل أو تقديم أي دعم مادي.

وشدد مسعد على أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالتخلي عن أراضيهم، مما يضع ترامب أمام خيار وحيد، وهو استخدام القوة العسكرية، الأمر الذي سيُعد احتلالًا صريحًا ومخالفًا للقانون الدولي.

وأكد أن هذا يتناقض تمامًا مع ما كان يروج له ترامب حول إنهاء الحروب وتحقيق السلام، مما يكشف التناقضات الكبيرة في خططه السياسية.

اقرأ أيضا