أزمة الواقيات الذكرية تشتعل في أمريكا.. هل أفشل ترامب خطة إدارة بايدن لتقليل سكان غزة؟

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عن قرار تجميد المساعدات الخارجية الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي شمل وقف ملايين الدولارات المخصصة لتمويل برامج توزيع "الواقيات الذكرية في غزة"، وفقًا لما صرح به مسؤول في البيت الأبيض لموقع "فوكس نيوز ديجيتال".

ويأتي هذا القرار في سياق مراجعة أوسع تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدف إلى ضمان توافق التمويلات مع سياساته التنفيذية، والتي تشمل إنهاء مبادرات التنوع والمساواة (DEI)، وإلغاء تمويل منظمات غير حكومية قد تُعتبر معارضة للمصلحة الوطنية، فضلًا عن إعادة النظر في مشاريع مرتبطة بـ "الاتفاق الأخضر الجديد".

أزمة مع إدارة بايدن

من جانبه كذب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون الفلسطيني في عهد بايدن أندرو ميلر البيت الأبيض.

وقال ميلر: "لم تنفق إدارة بايدن 50 مليون دولار على الواقيات الذكرية لقطاع غزة"، مضيفًا: "إما أن البيت الأبيض لا يستطيع قراءة جدول الإنفاق البسيط، أو أنه يكذب".

ضبط النفقات وتوجيه الأولويات

في أول مؤتمر صحفي لها، كشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) ومكتب الميزانية والإدارة (OBM) اكتشفا أن هناك ما يقارب 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب كانت مخصصة لتوزيع الواقيات الذكرية في غزة.

واعتبرت ليفيت أن هذه النفقات "إهدار سخيف" للمال العام، مؤكدة أن القرار يهدف إلى "حماية أموال الأمريكيين من الاستخدامات غير الضرورية".

يأتي هذا الإجراء في إطار تجميد أوسع للمساعدات الخارجية، حيث تم تعليق منح وقروض وبرامج مساعدات فيدرالية أخرى بانتظار مراجعة شاملة للتأكد من توافقها مع أولويات السياسة الخارجية للرئيس ترامب.

وكمثال على ذلك، أوقفت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) في وقت سابق تمويلها لمنظمة الصحة العالمية (WHO) بعد إعلان ترامب انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة.

إدانات ومخاوف من التأثيرات الإنسانية

من جهتها، عبرت منظمات دولية عن قلقها من تأثير القرار على برامج الرعاية الصحية والإنجابية في غزة، حيث صرحت منظمة "الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة" (IPPF) بأن "أي حصار على المساعدات إلى غزة سيؤثر سلبًا على الإنجازات المهمة التي تحققت في مجال الرعاية الصحية الإنجابية".

كما أشارت "جمعية التخطيط الأسري الفلسطيني" (PFPPA) إلى أن "القيود المستمرة على الرعاية الصحية في غزة تُضعف من قدرة النساء والفتيات على الحصول على حقوقهن الصحية والإنجابية".

استخدام الواقيات الذكرية في الهجمات الحارقة

أثار القرار جدلًا إضافيًا بعد أن زعمت تقارير إعلامية لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، استخدام بعض الفلسطينيين للواقيات الذكرية كوسيلة لحمل عبوات ناسفة وإرسالها عبر الرياح إلى داخل إسرائيل، ما أدى إلى إحراق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الإسرائيلية والتسبب في خسائر تقدر بملايين الشواكل.

توجيه المساعدات وفق "أمريكا أولًا"

في إطار استراتيجية "أمريكا أولًا"، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أنه سيتم إعادة تقييم جميع برامج المساعدات لضمان أنها "فعالة ومتسقة مع السياسة الخارجية الأمريكية".

وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن "الولايات المتحدة لن تستمر في توزيع الأموال دون مقابل ملموس للشعب الأمريكي"، مشيرًا إلى أن "كل دولار يُنفق يجب أن يكون له عائد في جعل أمريكا أكثر أمنًا، وأكثر قوة، وأكثر ازدهارًا".