ماك شرقاوي: انتقادات فرنسا لماسك تكشف عن تهديده للديمقراطيات وقلق أوروبا من نفوذه السياسي

انتقد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو في تصريحات أدلى بها يوم الاثنين الملياردير إيلون ماسك، مالك شبكة التواصل الاجتماعي "إكس"، معتبرًا أنه يمثل تهديدًا للدول الديمقراطية.

وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية محلية، صرح بايرو قائلاً: "إيلون ماسك يشكل تهديدًا للديمقراطيات، ولا ينبغي أن يكون للمال الحق في حكم الضمائر"، مسلطًا الضوء على مخاطر تأثير الثروة والنفوذ على السياسة العامة.

تحذير بشأن دور المال في السياسة

تأتي هذه التصريحات بعد تحذيرات أطلقها بايرو الأسبوع الماضي بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، حيث دعا فرنسا وأوروبا إلى التصدي لهذه السياسات لتجنب "الهيمنة، والسحق، والتهميش".

ماسك والسياسة الخارجية

أثار إيلون ماسك الجدل مؤخرًا بتدخله في قضايا السياسة الخارجية.

فقد أبدى دعمه لحزب ألماني مناهض للهجرة في ظل اقتراب الانتخابات المقررة في فبراير المقبل.

كما وجه انتقادات لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، داعيًا إياه للاستقالة.

تصرفات ماسك، باعتباره الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى رجل في العالم، أثارت مخاوف بشأن تأثير الأفراد ذوي النفوذ المالي على المشهد السياسي في الدول الديمقراطية.

ومن هذا المنطلق، يصرح المحلل السياسي الأميركي والمتخصص في الشؤون الأميركية ماك شرقاوي لـ "بلدنا اليوم":

قال ماك شرقاوي إن إيلون ماسك أثار موجة من الجدل في الآونة الأخيرة بسبب تدخله المتكرر في سياسات الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن تصريح رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو كان بمثابة تحذير واضح من خطورة تأثير ماسك على الديمقراطيات.

وأكد بايرو في تصريحه أن "إيلون ماسك يشكل تهديدًا للديمقراطيات، ولا يجب أن يُمنح المال الحق في التحكم في الضمائر"، وهو موقف يعكس قلقًا متزايدًا بين القادة الأوروبيين.

علاقة ماسك بترامب وتعزيز النفوذ السياسي

وأكد ماك أن تصريحات بايرو جاءت في سياق الانتقادات الأوروبية المتزايدة تجاه ماسك، الذي يُعرف بقربه من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وأشار إلى أن هناك من يعتقد أن ماسك يؤثر بشكل مباشر على قرارات ترامب، مما يمنحه نفوذًا سياسيًا إضافيًا في الولايات المتحدة.

وأضاف أن هذا التقارب يعطي ترامب مظاهر قوة سياسية تُثير مخاوف الدول الأوروبية بشأن توازن القوى.

سياسات ترامب وتأثيرها على أوروبا

وأوضح ماك أن رئيس الوزراء الفرنسي عبّر عن قلقه إزاء سياسات ترامب التي شملت فرض عقوبات اقتصادية على أوروبا واستهداف الحلفاء بدلاً من المنافسين.

ولفت إلى أن هذه السياسات، بما فيها الضرائب الجمركية والعقوبات، أثارت استياء العديد من القادة الأوروبيين لما لها من تأثير سلبي على العلاقات بين الطرفين.

دعم ماسك لأحزاب متطرفة وتصاعد الانتقادات

وأشار ماك إلى أن ماسك أثار جدلًا إضافيًا عندما أعرب عن دعمه لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، وهو حزب يميني متطرف، قبل الانتخابات المقررة في فبراير. وأوضح أن المستشار الألماني أولاف شولتس انتقد هذا الدعم بشدة، واصفًا ماسك بأنه "أحمق وغير مؤهل للتأثير في السياسة الأوروبية".

انتقادات أوروبية واسعة

وأضاف ماك أن تصريحات ماسك لم تتوقف عند دعم الأحزاب الألمانية، بل دعا أيضًا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى الاستقالة، مما أثار غضبًا واسعًا بين القادة الأوروبيين.

وأكد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدد على أن تدخل ماسك يمثل تهديدًا مباشرًا للعملية الديمقراطية في أوروبا، خاصة مع دعمه أحزابًا سياسية في ألمانيا.

مخاوف بشأن الديمقراطية الأوروبية

كما لفت ماك إلى تصريحات رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره، الذي أعرب عن قلقه من التدخل المستمر لماسك في الشؤون الداخلية للأحزاب الأوروبية، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تهدد استقرار الديمقراطيات في القارة.

تحذيرات من التدخلات الأميركية

وفي هذا السياق، أوضح الشرقاوي أن وزيرة الذكاء الاصطناعي الفرنسية كارلا شاباز حذرت من تدخلات ترامب وماسك في الشؤون الأوروبية، مشددة على أن هذه التحركات تستهدف التأثير على الديمقراطيات في القارة لصالح النفوذ الأميركي.

واختتم الشرقاوي بالإشارة إلى أن هذه التطورات تعكس قلقًا واسع النطاق بين القادة الأوروبيين بشأن التأثير المتزايد لإيلون ماسك وعلاقته الوثيقة بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مما يستدعي خطوات حاسمة لحماية استقلالية العملية الديمقراطية في أوروبا.