في جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يبرز كتاب "الأطفال يسألون الإمام.. الجزء الثاني"، الذي يقدم إجابات لعدد من الأسئلة التي طرحها الأطفال على فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
الكتاب يتناول 31 سؤالًا مختلفًا يجيب عليها الإمام الطيب، وتُعد إجاباته بمثابة إرشادات تربوية للأطفال ولأولياء أمورهم.
من بين الأسئلة التي أثارت اهتمام الأطفال حول الوضع في غزة، تساءل الأطفال: هل يتألم الأطفال في غزة أثناء استشهادهم؟ وهل يخفف الله عنهم الألم؟ وما سبب معاناتهم؟ كما تساءلوا عن مصير هؤلاء الأطفال بعد استشهادهم، وما إذا كانوا سيلتقون بأسرهم في الجنة.
الشهيد لا يشعر بالألم
في رد على سؤال حول ألم استشهاد الأطفال في غزة، أوضح شيخ الأزهر أن الشهيد لا يشعر بالألم عند استشهاده، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة".
وأضاف أن الله تعالى يريح شهداء غزة من ألم الموت، ويعوضهم بما أعده لهم من نعيم وكرامة في الجنة.
معاناة أهل غزة جزء من اختبار الله لعباده
وفيما يتعلق بمعاناة الأطفال في غزة، أشار الإمام الطيب إلى أن الله سبحانه وتعالى هو الحكيم، وأن المعاناة ليست عبثًا بل لها حكمة قد تكون مخفية عن البشر.
ولفت إلى أن معاناة المؤمنين، وخاصة الأنبياء، تعتبر جزءًا من اختبار الله لعباده، وتكفيرًا للذنوب، كما يرفع الله بها درجاتهم.
وأضاف أن المعاناة لن تمر دون حساب في الدنيا والآخرة، وأن من يسبب هذه المعاناة سيواجه عقوبة عظيمة.
أما بالنسبة لمصير أطفال غزة الشهداء، فقد أكد شيخ الأزهر أن أطفال المسلمين الذين يموتون قبل البلوغ يكونون في الجنة بإذن الله، وأن أطفال غزة سيكون لهم جزاء عظيم.
وأوضح أن هؤلاء الأطفال في كفالة سيدنا إبراهيم عليه السلام في الجنة، وأنهم سيلتقون بأسرهم في الآخرة، حيث يشفعون لآبائهم ويكونون سببًا في دخولهم الجنة.
هذا الكتاب، الذي يجيب عن أسئلة هامة للأطفال، جاء ليعزز من فهمهم الديني ويشجعهم على التفكير والتدبر في قضايا الحياة والعقيدة.
كما يحمل رسالة تربوية لأولياء الأمور، تدعوهم إلى الاستماع لأسئلة أبنائهم والإجابة عنها بطريقة عقلانية، مما يعزز من قدرتهم على التفكير المستقل وفهم دينهم بشكل صحيح.