قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني العميد "إلياس حنا" في تحليله للمشهد العسكري على قناة الجزيرة إن تأخر الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة جزء من إستراتيجية ممنهجة تهدف إلى تعطيل عملية تطبيق الهدنة في غزة برمتها.
الاحتلال يسعى لخرق بنود الإتفاق وتعطيل الهدنة
وأوضح "حنا" أن الاحتلال يسعى إلى خلق عقبات تقنية وأمنية لتبرير تأخير تنفيذ الاتفاق، خاصة في ما يتعلق بانسحاب قواته من المناطق السكنية وفتح الطرق أمام عودة المدنيين, مشيراً الى اعتماد الاحتلال على سياسة "المراحل المتتالية" في تنفيذ الاتفاق، حيث يربط كل مرحلة بتحقيق شروط إضافية غير مذكورة في النص الأصلي للاتفاق.
ولعل أبرز هذه الشروط, هو المطالبة والإصرار على الإفراج عن الأسيرة الإسرائيلية "أربيل يهود" قبل الموعد المتفق عليه، وهو ما يعدّ خروجا صريحا عن بنود الاتفاق.
إضعاف موقف المقاومة وإجبارها على تقديم تنازلات إضافية
وكان مكتب "بنيامين نتنياهو" قد أعلن سابقًا أنهم لن يسمحوا بعودة سكان غزة إلى مناطق الشمال حتى يتم ترتيب الإفراج عن الأسيرة "أربيل يهود"، في حين أفادت حركة حماس أنه سيفرج عنها السبت المقبل.
ويشير مراقبون أن تهديدات إسرائيل الأخيرة بمنع سكان غزة من العودة الى مناطق الشمال, تهدف إلى إضعاف موقف المقاومة وإجبارها على تقديم تنازلات إضافية، مما يعكس عدم التزام الاحتلال الإسرائيلي بالجدول الزمني المتفق عليه.
نقاط إستراتيجية لجيش الإحتلال في شمال غزة
يعمل جيش الإحتلال الإسرائيلي على إبقاء قواته في نطاق مناطق إستراتيجية حساسة، مثل محور "نتساريم" والمناطق العازلة، والتي تسمح له بالتدخل السريع عند حدوث أي تطورات غير مرغوبة من وجهة نظره.
وقد أقام الاحتلال معسكرات وأبراج ومنشآت عسكرية بهذه المناطق، منها خطوط دفاعية متقدمة، وهو ما يعكس رغبته في الحفاظ على وجود عسكري مؤثر حتى بعد الانسحاب الظاهري من القطاع.
الإحتلال يسعى لإبقاء الوضع في قطاع غزة تحت السيطرة
وتقوم حكومة الاحتلال وفق لآراء مراقبين باستخدام قضية الأسرى أداة ضغط لتحقيق مكاسب إضافية حيث يسعى الإحتلال لإبقاء الوضع في قطاع غزة تحت السيطرة، مع الحفاظ على قدرته على التدخل العسكري السريع في أي لحظة، مما يجعله يتلكأ في تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بعودة النازحين وفتح الطرق.
موعد انسحاب جزئي للاحتلال وعودة النازحين إلى شمال غزة
ومع تسليم كتائب القسام اليوم السبت 4 مجندات أسيرات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر وبحسب اتفاق وقف النار، فإنه يفترض أن يفضي تنفيذ عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى من الجانبين إلى انسحاب جزئي لقوات الاحتلال وعودة النازحين إلى مناطق شمال غزة، مع حرية تنقل السكان بين شمال القطاع وجنوبه.