مصير وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله: هل هو سلام هش أم تصعيد وشيك؟

السبت 25 يناير 2025 | 10:57 صباحاً
مستوطنة ميتولا
مستوطنة ميتولا
كتب : محمود أمين فرحان

دخل وقف إطلاق النار الذي استمر 60 يوماً بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله حيز التنفيذ في نهاية نوفمبر، موقِفاً غزواً إسرائيلياً برياً دام شهرين وأكثر من عام من الهجمات الجوية عبر الحدود.

هذا الاتفاق، الذي جاء بوساطة أمريكية وفرنسية، كان من المفترض أن يضع حداً نهائياً للأعمال العدائية عند انتهائه يوم الأحد. 

ومع ذلك، قبل الموعد النهائي بيوم واحد، لم يلتزم أي من الطرفين بتعهداته، مما يثير تساؤلات حول مصير الهدنة.

قلق في متولا.. بلدة على حافة التوتر

تقع بلدة متولا، في شمال إسرائيل، في مرمى النيران، حيث تعرضت لأكثر القصف خلال الصراع. يقول ديفيد أزولاي، رئيس مجلسها الإقليمي:

"كنت ضد وقف إطلاق النار. كنت أفضل الاستمرار في القتال لعام أو عامين إذا كان ذلك يعني القضاء تماماً على حزب الله من حدودنا."

يشعر سكان البلدة بالقلق من أن إنهاء العمليات الآن سيعيد الحياة الطبيعية مؤقتاً فقط، بينما يمنح حزب الله فرصة لتحديد توقيت الكارثة القادمة، على حد وصف أزولاي.

إسرائيل تواصل انسحابها التدريجي: تحديات الالتزام بالاتفاق

أكد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب اجتماع لمجلس الأمن، أن إسرائيل لن تلتزم بالموعد النهائي المحدد في الاتفاق. وذكر بيان صادر عن مكتبه أن الجيش اللبناني لم "ينفذ بالكامل وفعالية" التزامه بإبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي سيواصل انسحابه التدريجي "بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، في خطوة تعكس تعقيد تنفيذ الاتفاق على الأرض.

تحذيرات حزب الله: انهيار الهدنة على الأبواب

في المقابل، حذر النائب في حزب الله علي فياض من أن إخفاق إسرائيل في الانسحاب من لبنان قبل الموعد النهائي سيؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار. ومع دعم مؤقت من إدارة ترامب لإسرائيل، إلا أن هناك انقسامات داخل البيت الأبيض حول السماح بهذا التأخير، مما يضفي مزيداً من الضبابية على المشهد.

حزب الله.. من القوة إلى الاستنزاف

بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل تضامناً مع حماس بعد هجوم 7 أكتوبر 2023. لكن مع تصعيد إسرائيل لعملياتها البرية والجوية، تكبد الحزب خسائر كبيرة، بما في ذلك مقتل أمينه العام حسن نصر الله في غارة جوية على بيروت. وعلى الرغم من قبوله اتفاقية وقف إطلاق النار بشروط مواتية لإسرائيل، إلا أن الحزب يبدو الآن في حالة ضعف نتيجة انهيار حلفائه الإقليميين، مثل نظام بشار الأسد في سوريا.

دمار متبادل ولكن بدرجات مختلفة

الدمار الذي خلفه الصراع يظهر بوضوح على جانبي الحدود. في لبنان، ألحقت الغارات الإسرائيلية أضراراً جسيمة بقرى مثل كفر كلا، حيث تحولت معظم المباني إلى أنقاض. أما في متولا، فأُصيبت العديد من المنازل بأضرار، ولكن الفارق في حجم الدمار يؤكد أن إسرائيل خرجت بأقل الخسائر.

العودة إلى المنازل.. أحلام مؤجلة

رغم وقف إطلاق النار، لا يزال العديد من النازحين في إسرائيل ولبنان غير قادرين على العودة إلى منازلهم. فقط 16 من سكان متولا البالغ عددهم 1,700 عادوا منذ أكتوبر 2023. وفي لبنان، بدأ بعض السكان بالعودة إلى قراهم المدمرة، لكن الطريق إلى التعافي طويل وشاق.

مصير مجهول ومخاوف متزايدة

مع اقتراب انتهاء وقف إطلاق النار، تسود حالة من الترقب وعدم اليقين. القرارات التي ستُتخذ في الأيام القادمة لن تؤثر فقط على العلاقات بين إسرائيل ولبنان، ولكن أيضاً على التوازن الإقليمي برمته. وكما قالت إحدى النازحات:

"لا نعلم ما الذي سيحدث، وهذا ليس بأيدينا."

اقرأ أيضا