وثائق مسربة تكشف عن شراكة مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي أثناء فترة الحرب

الخميس 23 يناير 2025 | 02:59 مساءً
الرسم التوضيحي: تصميم الجارديان
الرسم التوضيحي: تصميم الجارديان
كتب : محمود أمين فرحان

تسلط وثائق مسربة الضوء على تكثيف التعاون بين مايكروسوفت وجيش الاحتلال الإسرائيلي لتلبية احتياجاته التقنية المتزايدة أثناء حرب غزة، لا سيما في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وفقًا لتقرير الجارديان 

تعزيز التعاون بعد 7 أكتوبر 2023

 بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر 2023، أظهرت الوثائق المسربة كيف عززت مايكروسوفت تعاونها مع وزارة الدفاع للكيان الإسرائيلي لتزويد الجيش بخدمات حوسبة وتخزين متقدمة. تضمنت هذه الشراكة صفقات مالية تتجاوز قيمتها 10 ملايين دولار، لتوفير دعم فني يشمل آلاف الساعات من الاستشارات الهندسية لمختلف وحدات الجيش.

دور مايكروسوفت في العمليات العسكرية

وفقًا للوثائق، كانت منصة Azure السحابية من مايكروسوفت حاسمة في دعم الأنشطة الاستخباراتية والعسكرية المتقدمة. استُخدمت هذه الخدمات من قبل العديد من الوحدات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الوحدات البحرية والجوية، بالإضافة إلى وحدة الاستخبارات العسكرية النخبوية 8200، التي تعمل على جمع وتحليل المعلومات الحساسة.

 

 جنود إسرائيليون يستعدون لإطلاق طائرات عسكرية بدون طيارجنود إسرائيليون يستعدون لإطلاق طائرات عسكرية بدون طيار

تكامل الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية

علاوة على خدمات الحوسبة السحابية، كانت مايكروسوفت تقدم للجيش الإسرائيلي الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي مثل GPT-4 عبر منصة Azure. سمح هذا التكامل بتسريع وتحسين عمليات التحليل واتخاذ القرارات في ساحة المعركة، مما عزز قدرة الجيش على التعامل مع كميات ضخمة من البيانات الاستخباراتية.

التداعيات السياسية والاجتماعية

على الرغم من أهمية الدعم التقني الذي قدمته مايكروسوفت، فقد أثار التعاون بين الشركات التكنولوجية الكبرى والجيش الإسرائيلي تساؤلات أخلاقية وقانونية. فقد أعرب العديد من العاملين في قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة عن قلقهم من أن منتجاتهم قد أسهمت في دعم العمليات العسكرية في غزة، مما أدى إلى احتجاجات واسعة ضد هذه الشراكات.

تحول في دور القطاع الخاص في الحروب الحديثة

تسجل الوثائق تحولًا كبيرًا في طبيعة الحرب الحديثة، حيث أصبحت البنية التحتية الرقمية المدنية جزءًا أساسيًا من العمليات العسكرية. يعكس هذا الاتجاه التزايد الكبير في الاعتماد على شركات التكنولوجيا الكبرى لتوفير خدمات متطورة تلبي احتياجات الجيش الإسرائيلي في مواجهة التحديات العسكرية الرقمية المعقدة.

التكنولوجيا في ميادين الحرب

تستعرض هذه الوثائق الدور المتنامي للتكنولوجيا في الحروب الحديثة، حيث أصبح القطاع الخاص، وبالأخص شركات مثل مايكروسوفت، لاعبًا رئيسيًا في دعم العمليات العسكرية المتقدمة. هذا التعاون يعكس تحولًا غير مسبوق في كيفية استخدام التكنولوجيا المدنية في الأنشطة العسكرية، ويثير في الوقت ذاته تساؤلات واسعة حول الأبعاد الأخلاقية لهذه العلاقة.

اقرأ أيضا