خاص|الدكتورة وفاء علي : العقوبات على النفط الروسي تهدد استقرار أسواق الطاقة العالمية

الاثنين 20 يناير 2025 | 11:09 صباحاً
الدكتورة وفاء علي
الدكتورة وفاء علي
كتب : عامر عبدالرحمن

قالت الدكتورة وفاء علي، أستاذة الاقتصاد والطاقة، إن المشهد العالمي يشير إلى حالة استنفار غير مسبوقة في أسواق النفط والغاز، خاصة مع العقوبات المفروضة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبريطانيا على النفط والغاز الروسي، مضيفه أن هذه العقوبات تستخدم كورقة ضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت يسبق احتمالات عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث تسعى هذه الدول لتهيئة الأجواء لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية.

وأضافت وفاء علي في تصريح خاص "بلدنا اليوم"، أن ردود أفعال الأسواق العالمية، ونظرة منظمة "أوبك بلس" للأوضاع، ستشكل مفترق طرق حاسم، خاصة أن روسيا تعد واحدة من أبرز اللاعبين في هذه المنظمة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإقناع الدول بضرورة عدم التعاون مع روسيا، رغم أن صادراتها النفطية لعام 2024 بلغت 53 مليون برميل، منها 61% ذهبت للصين.

وتابعت: أن هناك تحركات ملحوظة من مصافي التكرير في الهند والصين للتفاوض على توريدات من الشرق الأوسط، ما يثير التساؤلات حول مستقبل العلاقة النفطية مع روسيا، متوقعه أن تشهد "أوبك بلس" مفاجآت إذا قررت التراجع عن تخفيضات الإنتاج، خاصة أن أسواق النفط تسعر نفسها وفق التصريحات الجيوسياسية والمخاوف الناتجة عن النزاعات.

وأكدت أستاذة الاقتصاد والطاقة، أن أسعار النفط قد تتخطى حاجز الـ85 دولارًا في المستقبل القريب، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، كما لفتت إلى أن "أسطول الظل الإيراني" قد يتأثر بهذه التطورات، مما سيدفع الأسعار للصعود في الأمد القصير، خاصة في الربع الأول من العام المقبل، إلا أن العوامل الاقتصادية الكبرى، مثل العرض والطلب، ستعود للهيمنة على حركة الأسعار لاحقًا.

وأشارت الدكتورة وفاء علي, إلى أهمية متابعة بيانات الإنتاج الأمريكي، الذي بلغ حاليًا 14.7 مليون برميل يوميًا، والتطورات الاقتصادية العالمية، إضافة إلى تأثير برودة الطقس على الطلب على الطاقة، ولفتت إلى أن انتهاء الصراعات المؤقتة، مثل الحرب في غزة، قد يساهم في استقرار الأسعار مؤقتًا، لكنها سرعان ما ستتأثر مرة أخرى بالعوامل الكلية.

واختتمت الدكتورة وفاء علي، حديثها بالتأكيد على أن الملف الروسي أصبح في مرمى السياسات الأمريكية، خاصة مع دخول العقوبات والضرائب في لعبة التكتيكات التفاوضية، مما يضيف مزيدًا من الضبابية وعدم اليقين إلى أسواق الطاقة العالمية. 

اقرأ أيضا