في الأول من يناير عام 1863، أعلن الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن ما عُرف بإعلان تحرير العبيد، وهو خطوة جريئة في خضم الحرب الأهلية التي مزّقت البلاد.
جاء هذا الإعلان بمثابة قرار حاسم، لكنه مدروس بعناية، بهدف إنهاء نظام العبودية الذي كان يُعَدُّ إحدى جذور الصراع بين الشمال والجنوب، ومسعى لإعادة توحيد الأمة التي كانت تعاني ويلات الحرب والانقسام.
صراع دموي غيّر تاريخ الأمة
تُعدُّ الحرب الأهلية الأميركية (1861-1865) واحدة من أفظع الأحداث الدموية التي شهدها تاريخ الولايات المتحدة منذ استقلالها.
اندلع هذا الصراع العنيف بين ولايات الشمال، التي أُطلق عليها "الاتحاد الفدرالي"، وولايات الجنوب، التي أطلقت على نفسها اسم "الكونفدراليين"، أسفرت الحرب عن سقوط أكثر من 800 ألف قتيل، واستسلام الكونفدراليين، وإقرار قانون إلغاء العبودية.
أسباب الحرب الأهلية الأميركية
تلخيص أسباب الحرب في ثلاثة محاور رئيسية مترابطة
الأخلاقية
تمثّلت في قضية العبودية، حيث سعت ولايات الشمال إلى تقييد الرق وإلغائه، بينما اعتمد اقتصاد الجنوب على العبيد بشكل أساسي في الزراعة.
الاقتصادية
تباينت الأنشطة الاقتصادية بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي، ما أدى إلى تفاوت كبير في الثروة وزيادة التوترات.
السياسية التوسعية
الخوف من امتداد نفوذ الجنوب إلى الولايات الغربية دفع الشماليين إلى دعم إلغاء الرق.
وكان وصول أبراهام لنكولن، المدافع عن حقوق الإنسان، إلى الرئاسة عام 1860، بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب.
بداية الحرب
بدأت الحرب عمليًا في ديسمبر 1860، عندما أعلنت كارولينا الجنوبية انفصالها عن الاتحاد، لتلحق بها 6 ولايات جنوبية أخرى.
وفي أبريل 1861، هاجمت قوات الكونفدرالية حصن "فورت سمتر" الذي تسيطر عليه قوات الشمال، ما دفع الرئيس لنكولن إلى استدعاء 75 ألف جندي لمواجهة التمرد.
رغم أن الشمال كان متفوقًا من حيث الموارد وعدد السكان، فإن الجنوب نجح في تحقيق انتصارات أولية، أبرزها معركة "بول ران" في يوليو 1861.
أهم المحطات والمعارك
1861: انفصال 11 ولاية جنوبية وتشكيل الكونفدرالية.
1861-1862: معارك مثل "ماناساس" و"فورت هنري"، التي أظهرت قوة الجنوب رغم تفوق الشمال.
1863: إعلان تحرير العبيد من قِبل لنكولن، وتغير مسار الحرب بعد معركة "جيتيسبيرغ".
1865: استسلام الجنوب في "أبوماتوكس" واغتيال لنكولن بعد أيام من نهاية الحرب.
الخسائر والنتائج
خلّفت الحرب أكثر من 750 ألف قتيل وملايين الجرحى والمشردين، مع دمار واسع في البنية التحتية للجنوب، سياسيًا، عززت الحرب سلطة الحكومة الفدرالية، وأدت إلى إلغاء العبودية بموجب التعديل الدستوري الـ13، مما مهّد الطريق لإعادة بناء الأمة الأميركية.