ضغوط على السلطات الكورية الجنوبية لتوضيح أسباب تحطم طائرة جيجو إير

الثلاثاء 31 ديسمبر 2024 | 10:44 صباحاً
"ضغوط على السلطات الكورية الجنوبية لتوضيح أسباب تحطم طائرة جيجو إير"
"ضغوط على السلطات الكورية الجنوبية لتوضيح أسباب تحطم طائرة جيجو إير"
كتب : محمود أمين فرحان

 وفقًا لتقرير الغارديان تسارعت التحقيقات في حادث تحطم الطائرة الذي وقع يوم الأحد في كوريا الجنوبية، والذي أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة باستثناء شخصين من بين 181 راكبًا. وواجهت السلطات ضغوطًا متزايدة للكشف عن أسباب فقدان الطائرة السيطرة وتحديد الضحايا.

ظل أفراد عائلات الضحايا – 175 راكبًا وأربعة من أفراد الطاقم – في مطار موآن الدولي، الذي شهد أسوأ حادث تحطم طائرة في كوريا الجنوبية، للمطالبة بمزيد من التفاصيل من السلطات.

وقالت وكالة الشرطة الوطنية إنها استعانت بمسؤولين إضافيين واستخدمت أجهزة تحليل الحمض النووي السريعة لتسريع عملية تحديد هوية خمسة من الضحايا. تم التعرف على جميع الضحايا الآخرين، لكن معظمهم ما زالوا في المشرحة المؤقتة في المطار.

أسباب الحادث والتحقيقات

لا يزال السبب الدقيق للحادث غير واضح. كانت النظريات الأولية تشير إلى اصطدام طائر، رغم أن بعض الخبراء لا يعتقدون أن حادثًا من هذا النوع – الذي يعد شائعًا نسبيًا في الطيران – كان قويًا بما يكفي لمنع الطيار من خفض معدات الهبوط لطائرة بوينغ 737-800 أثناء اقترابها من المدرج.

بعيدًا عن الاصطدام بالطائر، يحقق المحققون في احتمال تعطل أي من أنظمة الطائرة، وكذلك في سبب محاولة الطيار الهبوط بسرعة بعد إعلان حالة الطوارئ. بدت الطائرة، التي كانت تعمل بمحركين من طراز CFM 56-7B26، وكأنها تسير بسرعة كبيرة عندما حاول الطيار الهبوط على بطن الطائرة.

وقال جون نانس، خبير السلامة الجوية وطيار سابق في القوات الجوية والطيران التجاري: "لا أستطيع أن أفكر في أي سبب يدفع للطيران الهبوط بهذه الطريقة."

انتقادات لتصميم المطار

انتقد الخبراء تصميم المطار، حيث تساءلوا عن سبب بناء حاجز كبير من الأتربة والخرسانة لدعم معدات الملاحة على بعد 250 مترًا فقط من نهاية المدرج.

ويعتقد أن الضحايا لقوا حتفهم بعد أن اصطدمت طائرة جيجو إير، الرحلة 7C2216، القادمة من بانكوك بالحاجز، مما أدى إلى إلقاء الركاب في الحقول المجاورة.

قال المسؤولون الكوريون الجنوبيون إن الحاجز تم بناؤه وفقًا لمعايير الصناعة، مضيفين أن مطارات في دول أخرى تحتوي على ميزات مشابهة.

لكن بعض الخبراء تساءلوا عن ضرورة بناء الحاجز بالقرب من نهاية المدرج.

وقال جون كوكس، الرئيس التنفيذي لأنظمة السلامة التشغيلية وطيار سابق لطائرات 737، إن تصميم المدرج لا يتوافق مع أفضل ممارسات الصناعة التي تحظر وجود أي هيكل صلب مثل الحاجز – وهو رابية مرتفعة – على بعد أقل من 300 متر من نهاية المدرج.

ردود فعل السلطات الكورية الجنوبية

يشكل الحادث تحديًا كبيرًا للرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، تشوي سانغ-موك، الذي أمر بإجراء فحص سلامة طارئ لكافة عمليات الطيران في البلاد، بينما ستقوم وزارة النقل بفحص جميع طائرات بوينغ 737-800 التي تعمل في البلاد، وعددها 101 طائرة، بحلول نهاية الأسبوع.

وقال تشوي، الذي حل محل الرئيس المقال هان دوك-سو في عطلة نهاية الأسبوع، إن الأولوية هي تحديد هوية الضحايا المتبقين ودعم عائلات الركاب. "حتى قبل ظهور النتائج النهائية، نطلب من المسؤولين الكشف بشفافية عن عملية التحقيق في الحادث وإبلاغ العائلات المكلومة بشكل سريع"، حسبما قال في اجتماع لإدارة الكوارث.

أعلن تشوي على الفور عن فترة حداد لمدة سبعة أيام وأدى احترامه عند نصب تذكاري في موقع الحادث. تم إنشاء نصب تذكارية مشابهة في مواقع أخرى في البلاد، ورفعت الأعلام نصف المدى.

التحقيقات الدولية

انضم ممثلون من مجلس السلامة الوطني للنقل في الولايات المتحدة، إدارة الطيران الفيدرالية، و شركة بوينغ المصنعة للطائرات إلى هيئة التحقيق، ومن المقرر أن يعقدوا اجتماعًا في موآن، التي تبعد 300 كيلومتر جنوب غرب سيول، يوم الثلاثاء.

قد يثبت تحديد سبب الحادث أنه أكثر تعقيدًا ويستغرق وقتًا أطول من المعتاد، بعد أن قالت الوزارة إن جهاز تسجيل بيانات الرحلة للطائرة تعرض للتلف وفقد أجزاء رئيسية منه، مما جعل من الصعب استخراج بياناته. أما "الصندوق الأسود" الثاني الذي يحتوي على مسجل صوت الكابينة، فكان في حالة أفضل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء يونهاب.

شهادات عائلات الضحايا

قال بارك هان-شين، الذي توفي شقيقه في الحادث، إنه تم إخباره من قبل السلطات بأنه تم تحديد هوية شقيقه، لكنه أضاف أنه لم يتمكن من رؤية جثته.

تاريخ طويل مع الكوارث

ستكون السلطات الكورية الجنوبية تحت ضغط لتجنب تكرار ما حدث بعد كارثة العبارة "سيول" في أبريل 2014، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، معظمهم من طلاب المدارس الثانوية. واشتكى العديد من أقارب الضحايا من أن السلطات استغرقت وقتًا طويلاً لتحديد هوية القتلى وتحديد سبب الحادث.

تم تسليم جثث أربعة من الضحايا المحددين في الحادث الذي وقع يوم الأحد إلى عائلاتهم، حسبما قالت وكالة يونهاب، نقلاً عن مسؤولين محليين.

اقرأ أيضا