قال الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، إن البحر الأحمر والبحر المتوسط يشهدان ارتفاعًا سنويًا بمقدار 1.5 سم، مما يعني أن ارتفاعهما قد يصل إلى 15 مترًا خلال 1000 عام. ومع ذلك، فإن هذا الارتفاع لا يُقارن بعمق المحيطات.
أنواع حركة الصفائح
وأوضح خلال مداخلة هاتفية في برنامج صباح الخير يا مصر، على القناة الأولى المصرية، أن الأرض التي نعيش عليها تتكون من صفائح تكتونية تتحرك باستمرار منذ ملايين السنين، ما يؤدي أحيانًا إلى وقوع الزلازل. هناك ثلاثة أنواع رئيسية لحركة الصفائح: الحركة الدائرية التي تؤدي إلى تكوين الجبال مثل جبال الهيمالايا نتيجة اصطدام شبه القارة الهندية بجنوب آسيا، وهو ما يتسبب في زلازل عنيفة. كذلك يحدث تصادم بين قارة أفريقيا وأوروبا، مما يؤدي إلى زلازل في مناطق مثل البحر المتوسط.
أما النوع الثاني، فهو حركة تدعم تكوين القارات، والنوع الثالث يشمل الحركات البانية للمحيطات، مثل تكوين المحيط الأطلسي والبحر الأحمر، حيث يُعتبر الأخير محيطًا ناشئًا قد يتحول إلى محيط أكبر مع مرور الوقت الجيولوجي.
كيفية حدوث الزلازل في البحر الأحمر
وأشار الدكتور شريف إلى أن النشاط الزلزالي في البحر الأحمر مرتبط بحركة الصفائح التكتونية. ورغم أن الزلازل في البحر الأحمر أقل من المتوسط عمومًا، فإن شمال البحر الأحمر، مثل خليج العقبة، يشهد نشاطًا زلزاليًا أكبر. على سبيل المثال، سجلت مصر زلزالًا بقوة 7.3 ريختر في خليج العقبة عام 1997، وزلزالًا بقوة 6.8 ريختر في مقدمة خليج السويس عام 1969، إلا أن هذه الزلازل تحدث على فترات زمنية بعيدة.
وأضاف أن قارة أفريقيا تبتعد عن الجزيرة العربية تدريجيًا، ما يؤدي إلى توسع البحر الأحمر. هذه الحركة تتسبب أحيانًا في زلازل، بعضها بسيط جدًا ولا يشعر به الناس، ولكنه يُسجل يوميًا بواسطة أجهزة المعهد القومي للبحوث الفلكية، خاصة في منتصف البحر الأحمر حيث تتشكل قشرة أرضية جديدة، ما يصاحبها نشاط زلزالي محدود.